تشریح:
نوٹ: (سند میں عبدالاعلی بن عامر ثعلبی روایت میں وہم کا شکار ہو جایا کرتے تھے)۔
الحکم التفصیلی:
قلت : ولست أدري إذا كان ابن القطان صحح طريق ابن أبي شيبة لخلوه من الثعلبي ، أو لأنه لا يرى الثعلبي هذا ضعيفا ، فإن كان الأول - وهو الظاهر - فذلك مما أستبعده جدا ، وإن كنت ملت إليه واستشهدت بكلامه في تعليقي على هذا الحديث من " المشكاة " ( 232 ) ، وكان ذلك قبل تتبعي لطرق الحديث ومخارجه التي سبق ذكرها ، فلما تتبعتها ، استبعدت أن يكون طريق ابن أبي شيبة من غير طريق الثعلبي ، وأما إن كان لا يرى ضعفه ، فهو خطأ كما يدلك عليه ما نقلته عن الذهبي والعسقلاني . والله أعلم . ثم رأيت ابن أبي شيبة قد أخرج في " المصنف " ( 10 / 66 / 2 ) الجملة الأخيرة من الحديث من طريق وكيع عن عبد الأعلى به ، لكنه أوقفه . فترجح عندي ما استبعدته . والله أعلم .
ومن طريق الثعلبي المذكور أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 673 ) بلفظ : " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ، ومن قال في القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار " . فقول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 73 ) وتبعه الهيثمي ( 1 / 163 ) : " رواه أبو يعلى ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح " . فهو وهم ظاهر ، لأن الثعلبي مع ضعفه ليس من رجال " الصحيح " ، فتنبه .
( تنبيه ) : بعد مضي زمن طويل على كتابة هذا ، طبعت مجلدات من " مسند أبي يعلى " بتحقيق الأخ حسين سليم أسد ، فرأيته قد علق على هذا الحديث بقوله : ( 4 / 228 ) :
" إن عبد الأعلى لم يتفرد به ، وإنما تابعه بكر بن سوادة عند الطبري في " التفسير " ( 1 / 35 ) من طريق عبد بن حميد قال : حدثنا جرير عن ليث عن بكر عن سعيد بن المسيب ( ! ) به . وجرير هو ابن عبد الحميد ، وليث هو ابن سعد .. وهذا إسناد صحيح " .
فأقول : نعم ، هو صحيح لوكان الأمر كما ذكر في رواته ، وليس كذلك ، مع أوهام أخرى لابد لي من بيان ذلك كله ، عسى أن يكون في ذلك عبرة لهؤلاء الناشئين المتعلقين بهذا العلم ، ويعلموا أن التحقيق فيه ليس بالسهو لة التي يتصورونها:
أولا : قوله في الإسناد : " .. المسيب " خطأ ، ولعله سبق قلم ، والصواب : " .. جبير " ، كما هو ظاهر من سياق كلامه وكما هو الواقع في " تفسير الطبري " ، والأمر في مثل هذا سهل قلما ينجومنه كاتب أوباحث .
ثانيا : قوله : " وليث هو ابن سعد " ، ليس باللازم ، لأن كل مستنده في ذلك إنما هو أنهم ذكروا الليث بن سعد في الرواة عن بكر . فلقائل أن يقول : من الممكن أن يكون هو ليث بن أبي سليم الضعيف ، فإنهم ذكروه في شيوخ جرير بن عبد العزيز دون الليث بن سعد . فالله أعلم .
ثالثا : قوله : " عبد بن حميد " خطأ مزدوج ، وذلك لأنه :
1 - لم يسم الرجل في " الطبري " وإنما قال : " ابن حميد " ، فالتسمية بـ " عبد " من المعلق .
2 - أنها تسمية خطإ منه ، وإنما هو محمد بن حميد الرازي ، فإنه هو المعروف عند العلماء برواية الطبري عنه ، والإكثار عنه ، وهو تارة يسميه ، وتارة يكتفي بنسبته لأبيه ، وقد قال في حديث آخر ( 10 ) : حدثنا محمد بن حميد الرازي قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد . فإذا عرفت هذا فالإسناد ضعيف أيضا .
3 - لوصح السند إلى بكر بن سوادة لم يجز أن يقال عند العارفين بهذا العلم إنه متابع لعبد الأعلى ، لأنه : أولا : لم يروالحديث بتمامه ، وإنما الجملة الأخيرة منه .
وثانيا : أنه خالفه في رفعه وأوقفه على ابن عباس . فلو صح الإسناد ، كان دليلا آخر على ضعف الحديث . والله أعلم .