تشریح:
یہ روایت تو سندا ضعیف ہے۔ مگر التزام جماعت کی دیگر احادیث سے معنا ً اس کی تایئد ہوتی ہے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: قال ابن معين فيه: ثقة إلا في حديث الثوري، ليس بذلك القوي . زاد في رواية عنه: فإنه سمع منه وهو صغير ، وأبو سلمة بن نبيه وعبد الله ابن هارون مجهولان؛ كما قال الحافظ، وقال عبد الحق: الصحيح أنه موقوف ) . إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا قبيصة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علل: الأولى: تفرد قبيصة- وهو ابن عقبة- برفعه ومخالفته للجماعة الذين رووه عن سفيان موقوفاً كما ذكر المصنف عقب الحديث. وقبيصة وإن كان ثقة، فقد تكلم ابن معين في روايته عن الثوري خاصة، وهذه منها، وقد ذكرت قوله آنفاً نقلاً عن الجرح والتعديل ، والزيادة عن التهذيب . الثانية: جهالة أبي سلمة بن نبيه. والثالثة: جهالة عبد الله بن هارون. قال ابن التركماني: ولا يعرف حالهما . وقال الحافظ: مجهولان . وقال الذهبي في الأول منهما: نكرة . وفي الآخر: تفرد عنه أبو سلمة بن نبيه . يشير إلى أنه مجهول. وقال ابن القيم في تهذيب السنن (2/7) : لا قال عبد الحق: الصحيح أنه موقوف. وفيه أبو سلمة بن نبيه؛ قال ابن القطان: لا يعرف بغير هذا، وهو مجهول. وفيه أيضاا لطائفي؛ مجهول عند ابن أبي حاتم، ووثقه الدارقطني. وفيه أيضا عبد الله بن هارون؛ قال ابن القطان: مجهول الحال. وفيه أيضا قبيصة؛ قال النسائي: كثير الخطأ، وأطلق. وقيل: كثير الخطأ على الثوري. وقيل: هو ثقة إلا في الثوري .
قلت: وأعله بالطائفي أيضا ابن التركماني فقال: والطائفي مجهول. كذا في الميزان ، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل الاحتجاج به .
قلت: الذهبي قد نفى صراحة الجهالة عن الطائفي، فإنه قال بعد أن ذكر فيه ما نقله ابن التركماني: ... وعنه أيضا زيد بن الحباب ويحيى بن سليم الطائفي ومعتمر بن سليمان ؛ فانتفت الجهالة .
قلت: وقد وثقه البيهقي في هذا الحديث، والدارقطني كما سبق في كلام ابن القيم، ولكني أخشى أن يكون خطأ منه أو من الناسخ، فإني لم أر من ذكر توثيق الرجل من أحد سوى ابن وارة والبيهقي،وسوى ابن أبي داود؛ كما يأتي. والله أعلم. وما حكاه ابن التركماني عن ابن حبان، إنما قاله في محمد بن سعيد الطائفي الصغير؛ كما في اليزان وغيره، وهو متأخر الطبقة عن هذا، فخلط بينهما ابن التركماني! وجملة القول: أن الطائفي هذا بريء العهدة من هذا الحديث، وإنما العلة ممن فوقه أو من دونه. والحديث أخرجه البيهقي (3/173) من طريق المصنف. وأخرجه الدارقطني في سننه (ص 165) من طريق ابن المصنف بهذا السند فقال: حدثنا عبد الله بن أبي داود: ثنا محمد بن يحيى... به. وقال الدارقطني: قال لنا ابن أبي داود: محمد بن لسعيد هو الطائفي؛ ثقة، وهذه سنة تفرد بها أهل الطائف . ثم أخرجه من طريق حميد بن الربيع: ثنا قبيصة... به. وللحديث شاهد، يرويه الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ: إنما الجمعة على من سمع النداء . أخرجه الدارقطني، ومن طريقه البيهقي وقال: هكذا ذكره الدارقطني رحمه الله في كتابه مرفوعاً، ورَوى عن حجاج بن أرطاة عن عم و كذلك مرفوعاً .
قلت: زهير بن محمد هو الخراساني، وهو ضعيف، ومتابعة الحجاج له لا تجدي؛ لأنه مدلس، وقد عنعنه، لا سيما وقد رواه البيهقي من طريق أخرى عن الوليد بن مسلم قال: وأخبرني زهير بن محمد... به؛ إلا أنه أوقفه، وقال: وهذا موقوف .
قلت: وهذا يؤيد أن الحديث كما رواه الجماعة عن سفيان الثوري موقوفاً. ثم بدا نقله إلى الكتاب الأخر (*) ؛ انظر الإرواء (593) .