تشریح:
فوائد ومسائل: (1) یہ خبر امور غیبیہ میں سے ہے جو رسول اللہ ﷺ نے بیان فرمائی ہے اور تمام مسلمانوں پر فرض ہے کہ آپ کی دی ہوئی خبروں پر من وعن اور بلا چون وچرا ایمان لائیں۔ (2) معلوم ہوا کہ اس دعا کی پابندی سے انسان کئی طرح کی ظاہری وباطنی پریشانیوں سے محفوظ رہ سکتا ہے۔ اور آج کل جو گھر گھر میں جنوں اور آسیب کے حملوں کا چرچا ہے اس کے اسباب میں سے ایک یہ بھی ہے کہ لوگ خود ناپاک رہتے ہیں یا اس سنت مطہرہ کے تارک ہوتے ہیں۔ اعاذنا اللہ منها۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وكذلك قال الحاكم ووافقه الذهبي) . إسناده: ثنا عمرو بن مرزوق: نا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد ابن أرقم. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، فقد أخرج لعمرو بن مرزوق في صحيحه وبقية الرجال ثقات مشهورون من رجال الشيخين. وقد أخرجه الطيالسي في ادمسنده (رقم 679) : ثنا شعبة عن قتادة سمع النضر بن أنس به.
وهذا صحيح على شرطهما، وفيه فائدة؛ وهي تصريح قتادة بسماعه من النضر.
ومن هذا الوجه: رواه ابن ماجه والبيهقي، وأحمد (4/369 و 373) .
ولقتادة فيه شيخ آخر، رواه سعيد بن أبي عروبة عنه عن القاسم بن عوفالشيباني عن زيد بن أرقم به: أخرجه ابن ماجه والبيهقي، وأحمد (4/373) ، وابن أبي شيبة (1/1) .
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه الحاكم (1/187) من الوجهين، ثمّ قال: كلا الإسنادين من شرط الصحيح ... ووافقه الذهبي.والحديث أشار إليه الترمذي في سننه (1/11) وأعله بقوله: في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة.فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم. وقال هشام: عن قتادة عن زيد بن أرقم. ورواه شعبة ومعمر عن قتادة عن النضر بن أنس. فقال شعبة:عن زيد بن أرقم. وقال معمر: عن النضر بن أنس عن أبيه عن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قال الترمذي: سألت محمداً- يعني: البخاري- عن هذا؟ فقال: يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعاً .
قلت: وهذا الذي أجاب به البخاري رحمه الله احتمالاً: هو الذي نجزم به ونطمئن إليه؛ وذلك أن قتادة ثقة حافظ ثبت، فليس بكثير عليه أن يكون له في حديث واحد إسنادان فأكثر؛ كما يقع ذلك كثيراً لأمثاله من الحفاظ، كالزهري وغيره، كما يشهد بذلك من له ممارسة واضطلاع بهذا الشأن. ولذلك فإننا لا نرى إعلال الترمذي بما ذكر صواباً! على أننا نقول: إن مجرد الاختلاف في إسناد حديث لا يستلزم إعلاله أو الحكم عليه بالاضطراب؛ ذلك لأن شرط المضطرب من الحديث أن تستوي الروايات، بحيث لا يمكن ترجيح بعضها على بعض بشيء من وجوه الترجيح؛ كحفظ راويها أو ضبطه أو كثرة صحبته، أوغير ذلك من الوجوه! فأما إذا ترجح لديتا إحدى الروايات على غيرها؛ فالحكم حينئذ لها، والحديث صحيح، ولا يطلق عليه وصف المضطرب، أوعلى الأقل: ليس له حكمه، كما أفاده ابن الصلاح في المقدمة .
وإذا كان لا بد من الترجيح بين الروايات السابقة؛ فرواية من قال: عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم؛ هي أرجح لدينا؛ وذلك لأن سعيد بن أبي عروبة وهشاماًا لدستوائي أثبت الناس في الرواية عن قتادة، كما قال ابن أبي خيثمة وغيره. ثمّ إن رواية سعيد مقدمة على رواية هشام؛ لما فيها من الزيادة في الإسناد، وهي من ثقة، فيجب قبولها. على أن أبا داود الطيالسي قال في سعيد: كان أحفظ أصحاب قتادة .
وقد صرح الإمام البيهقي في رواية معمر- التي ذكرها الترمذي- أنها وهم؛ كما في سننه . وقتادة بصري وفيما حدث معمر- وهو ابن راشد- بالبصرة شيء من الضعف، كما ذكر الحافظ في التقريب ، فروايته لا تقاوم رواية أوثق الناس في قتادة عند الاختلاف، فلم يبق ما يقوم للمعارضة إلا رواية شعبه، وهو ثقة حافظ متقن؛ ولذلك فالرأي عندي ثبوت روايته مع رواية سعيد؛ كما جريت عليه في صدر الكلام. لكتي؛ أقول: إن كان لا بد من الترجيح؛ فرواية سعيد مقدمة عليه؛ ومعه متابع له في الجملة كما سبق بيانه؛ والله تعالى أعلم. ثمّ إن الحديث رواه بعض الضعفاء عن قتادة على وجه آخر بلفظ: هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: بسم الله .أخرجه ابن السني (رقم 19) من طريق قَطَن بن نُسَيْر: ثنا عدي بن أبي عمارة الدارع قال: سمعت قتادة عن أنس مرفوعاً به. قال في الميزان - في ترجمة عدي هذا-: قال العقيلي: في حديثه اضطراب، وعنه قطن بن نسير . زاد الحافظ في اللسان : وذكره ابن حبان في الثقات . وقال: روى عنه القاسم بن عيسى الطائي والبصريون. قلت: ومن أغلاطه أنه روى عن قتادة عن أنس في القول عند دخول الخلاء. وإنما رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم. وقيل: عن النضر بن أنس عن أبيه. والأول أصح .
(تنبيه) : قال الحافظ في التلخيص (1/461) - أن الحديث-: أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما ! وذكر في مكان آخر منه (530) أنه في السنن الأربعة ! وسكت عليه. وفي هذا الإطلاق تساهل أو ذهول، وذلك أن الحديث ليس عند النسائي في سننه الصغرى المعروف بـ المجتبى ، وإنما هو في سننه الكبرى ؛ كما قيّده صاحب عون المعبود ، كما أنه ليس عند الترمذي ثاني الأربعة، وإنما أشار إليه إشارة كما سبق أن ذكرنا. والله تعالى هو الموفق.