تشریح:
فوائد ومسائل: (1) بُضَاعَة ’’با‘‘ کے ضمہ کے ساتھ مدینہ منورہ کے شمال میں دار بنی ساعدہ میں ایک مشہور کنواں تھا جو اس جگہ یا اپنے مالک کے نام سے موسوم تھا۔ رسول اللہ ﷺ نے اس میں اپنا لعاب بھی ڈالا تھا۔ مریضوں کو اس کے پانی سے نہانے کا کہا جاتا، وہ اس سے غسل کرتے اور شفایاب ہوتے تھے، گویا کسی بندھن سے کھل گئے ہوں۔ (عون المعبود) (2) حدیث میں جو گندگی ڈالنے کاذکر آیا ہے وہ اس میں عمداً نہیں ڈالی جاتی تھی بلکہ یہ کنواں ایسی جگہ پر واقع تھا کہ تیز ہوا یا بارش کے پانی وغیرہ سے بہہ کر یہ سب کچھ اس میں چلا جاتا تھا۔ ورنہ ایسے کام کا کوئی غیر مسلم بھی روادار نہیں ہوتا۔ (3) کنویں کا پانی جاری پانی تھا اور اس کے اوصاف سہ گانہ رنگ، بو اور ذائقہ تبدیل نہ ہوتے تھے۔ ورنہ اگر نجاست کا اثر نمایاں ہوتو پانی بلاشبہ بالاجماع ناپاک ہوگا۔ (4) محدثین کرام کا ذوق تحقیق اور ان کی فقاہت قابل داد ہے کہ امام ابوداؤد کے دور یعنی تیسری صدی ہجری تک یہ کنواں محفوظ تھا۔ انہوں نے خود جاکر اسے ملاحظہ کیا اور ضروری معلومات حاصل کیں۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح) . قال أبو داود: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سالت قَيمَ بئر بُضاعة عن عمقها؟ قال: أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة. قلت: فإذا نقص؟ قال: دون العورة . قال أبو داود: وقدّرت أنا بئر بُضَاعة بردائي؛ مددته عليها ثم ذرعته؛ فإذا عرضها ستة أذرع. وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه: هل غُيّر بناؤها عمّا كانت عليه؟ قال: لا. ورأيت فيها ماة متغير اللون (قلت: ولما هن الله تعالى علي في العام الماضي (1368) بالحج إلى المسجد الحرام، ثم
بزيارة مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام؛ ذهبت يوم الأربعاء 25 محرم 1369 إلى بئر بضاعة للاطلاع ، فوجدته لا يزال في البستان شمال المسجد النبوي؛ وقد وضع عليه مضخة. آلية لغزارة الماء فيه؛ فإن ارتفاعه من القعر بلى سطح الماء يبلغ نحو (13) ذراعاً، ومن سطحه إلى فوهته نحو (17) ذراعاً، وقد تمكنا من معرفة ذلك بواسطة حبل جاء به إلينا القيم على البستان، فربطنا بطرفه حجراً ثم أدليناه حتى القعر؛ فكانت النتيجة ما ذكر. وأما قطر فُهته فستة أذرع؛ كما ذكر المؤلف رحمه الله. فالظاهر أن الماء زاد كثيراً على ما كان عليه في عهده. والله أعلم.) .
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات إلى سليط، وأما هذا؛ فلم يوثقه إلا ابن حبان؛ ولم يرو عنه غير اين إسحاق؛ إلا خالد بن أبي نوف وقد اختلفا عليه في هذا الحديث: فابن إسحاق قال: عنه عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن أبي سعيد. وخالد قال: عنه عن ابن أبي سعيد عن أبي سعيد. وقد سبقت هذه الرواية في الذي قبله مع بيان حال عبيد الله هذا، مع الإشارة
إلى الاختلاف في اسمه. وفي هاتين الروايتين عند المصنف نوعان من ذلك: ففي الأولى: أنه عبيد الله بن عبد الله بن رافع.
وفي هذه: عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع، وإليها أشار المؤلف بقوله عقب الرواية السابقة: قال أبو داود: وقال بعضهم: عبد الرحمن بن رافع ؛ يعني: في اسم أبي عبيد الله... ثم ساق هذه الرواية بياناً لذلك. والحديث أخرجه البيهقي من طريق المؤلف. وأخرجه الطحاوي والدارقطني، وأحمد (3/86) من طرق عن ابن إسحاق... به، وصرح ابن إسحاق بسماعه من سليط: عند الدارقطني. ودلسه مرة؛ فرواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبيد الله بن عبد الرحمن
..... بهأخرجه الطحاوي، والطيالسي (رقم 2199) . ومرة أخرى قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة أن عبيد الله بن عبد الله بن رافع حدثه... به. أخرجه الدارقطني (12) ، وعلقه البيهقي. وقد تابعه على ذلك الوليد بن كثير؛ إلا أنه خالفه في اسم تابعيه فقال: ثني عبد الله بن أبي سلمة أن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع حدثه... به. أخرجه أحمد (3/86) .
وعبد الله بن أبي سلمة هذا: هو الماجشون؛ وهو ثقة. ولكن مدار الحديث على عبيد الله هذا؛ وهو مجهول، كما سبق؛ وهذا الاختلاف في اسمه يشعر بذلك. لكن الحديث صحيح لطرقه وشواهده، وقد ذكرنا شيئاً منها فيما سلف؛ فراجعها إن شئت. (تنبيه) : الوليد بن كثير هذا؛ له شيخ آخر في هذا الحديث، قال في الاسم المختلف فيه: عبيد الله بن عبد الله بن رافع، راجع إسناد الحديث السابق؛ فقد اتفقت رواية شيخيه على أنه عبيد الله، واختلفا في اسم أبيه كما ترى، والله تعالى أعلم. إسناده: أخرجه من طريقين عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن سَلِيط بن أيوب عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري.