تشریح:
فائدہ: شیخ البانی رحمہ اللہ کے نزدیک یہ روایت ضعیف ہے۔ اس میں آخری دو باتیں تو دوسری احادیث سے بھی ثابت ہیں۔ لیکن اول الذکر بات محل نظر ہے، اس لیے کہ نماز میں بعض دعائیں ایسی بھی ہیں جن میں صیغۂ واحد ہی استعمال ہوا ہے اور امام سمیت ہر شخص انہیں صیغۂ واحد ہی کے ساتھ پڑھتا ہے۔ اس لیے اسے امام کی خیانت سے تعبیر کرنا کیوں کر صحیح ہو سکتا ہے؟
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده ضعيف، وضعفه شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم. وقال ابن خزيمة في الجملة الأولى منه: إنه حديث موضوع ) . إسناده: حدثنا محمد بن عيسى: ثنا ابن عيّاش عن حبيب بن صالح. وهذا إسناد ظاهره الاستقامة؛ فإن رجاله كلهم موثقون؛ غير أن يزيد بن شريح الحضرمي وشيخه أبا حي المؤذن- واسمه شدّادُ بن حي- غير مشهورين بالحفظ والعدالة، وغاية ما قيل في الأول: إنه صالح [من] أهل الشام، وذكره ابن حبان في الثقات ! وهو معروف بتساهله في التوثيق. وأما الدارقطني فقال: يعتبر به ؛ أي: ولا يحتج به إذا انفرد. وهذا مما تفرد به كما يأتي، فلا
يحتج به. ولذلك قال الحافظ في التقريب : إنه: مقبول ؛ يعني: إذا توبع؛ وإلا فلين الحديث، كما نص على ذلك في المقدمة. وأما أبو حي المؤذن؛ فهو مثل يزيد أو دونه؛ فإنه لم يذكره أحد من النقاد غير ابن حبان في الثقات .
وأشار الذهبي في الكاشف إلى تضعيف توثيقه بقوله: وُثق ! وأما الحافظ؛ فقال فيه: صدوق ! على أن للحديث علة أخرى تزيد في وهنه وضعفه؛ وهي اضطراب يزيد بن شريح في إسناده كما يأتي بيانه. والحديث أخرجه الترمذي (2/189) ، وأحمد (5/285) من طريقين آخرين عن إسماعيل بن عياش... به. وتابعه بقية عن حبيب بن صالح. أخرجه أحمد وابن ماجه (1/213 و 296- 297) . وتابعه محمد بن الوليد عن يزيد بن شريح. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 158) . وخالفهما غيرهما كما يأتي، ثم قال الترمذي: حديث ثوبان حديث حسن. وقد روي هذا الحديثُ عن معاوية بن صالح عن السفْرِ بن نًسيْر عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي عن يزيد بن شريح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكأن حديث يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن عن ثوبان- في هذا- أجود إسناداً وأشهر . قلت: اْما حديث أبي هريرة؛ فقد رواه يزيد عن أبي حي- أيضاً- كما رواه
المصنف، ويأتي في الكتاب عقب هذا. أما حديث معاوية بن صالح؛ فهو في المسند (5/255 و 260 و 261) ،
وزاد في الرواية الأخيرة: فقال شيخ لما حدثه يزيد: أنا سمعت أبا أمامة يحدث بهذا الحديث. قلت: وهذه المتابعة لا حجة فيها؛ لجهالة الشيخ الذي لم يُسمُّ، ولأن الراوي عنهما معاً: هو السفْرُ بن نًسيْر، وهو ضعيف، كما في التقريب وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لهذا الاضطراب الشديد، ولأن الجملة الأولى منه مخالفة لهديه عليه السلام المعروف في أدعيته في صلاته؛ فإنها كلها- أو جلها- بلفظ الإفراد، فانظر أمثلة منها فيما يأتي في (...) . فلا جرم أنْ ضعّف الحديث شيخُ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (1/177- 178) ، وتبعه تلميذه المحقق ابن القيم، فقال في الزاد (1/95) :
قال ابن خزيمة في صحيحه - وقد ذكر حديث: اللهم! باعد بيني وبين خطاياي... الحديث، قال-: في هذا دليل على رد الحديث الموضوع: لا يؤم عبد قوماً، فيخص نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل؛ فقد خانهم ... . ثم رأيت كلام ابن خزيمة في صحيحه (3/63) في ذلك، فذكر أنه غير ثابت، واستدل بحديث: باعد . فعلمت أن ابن القيم نقل كلامه بالمعنى؛ أو أن ابن خزيمة حكم بالوضع في كتابه الكبير . وأما الجملة الأخيرة منه؛ فقد أخرجها ابن ماجه أيضاً (617) عن معاوية بن صالح... به. وهي صحيحة لشواهدها الآتي الإشارة إليها.