تشریح:
(1) [أف لک] حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا کو اس بات کا علم نہ ہوگا اور ان کے تجربے سے یہ بات نہ گزری ہوگی۔ ویسے بھی عورتوں کو احتلام بہت کم ہتا ہے، خصوصاً خواب میں منی کا نکلنا تو شاذ و نادر ہے۔
(2) [تَرِبَتْ يَمِينُكِ] ’’تیرے ہاتھ خاک آلود ہوں۔‘‘ معنی کے لحاظ سے تو یہ بددعا ہی ہے۔ لیکن اہل عرب یہ اور اس طرح کے دیگر محاورے، مثلا: [قاتلہ اللہ، ما أشجعہ، لا أم لہ، تکلتک امک] وغیرہ استعمال کرتے تھے۔ اور وہ اس سے ان کے حقیقی معنی مراد نہیں لیتے تھے بلکہ کسی چیز کا انکار کرنے، اس کی مذمت کرنے، اس پر رغبت دلانے یا تعجب کے لیے بولتے تھے۔ واللہ أعلم۔ دیکھیے: (شرح مسلم للنووي: ۲۸۵/۳، تحت حدیث: ۳۱۱)
(3) [فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ] یہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے عقلی دلیل دی ہے کہ اگر عورت کو انزال نہیں ہوتا اور اس کا پانی نہیں نکلتا تو بچے میں اس سے مشابہت کہاں سے آ جاتی ہے؟ جب کہ کئی بچوں کی ماؤں سے بھی بہت مشابہت ہوتی ہے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث حسن. وقول أم سليم: المرأة ترى... إلخ؛ أخرجه أبو
عوانة في "صحيحه " من حديث أنس. وقال ابن القطان: إنه " صحيح ") .
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا حماد بن خالد الخَياط قال: ثنا
عبد الله العمري عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ لكنه ضعيف من أجل العمري
هذا- وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب؛ وهوأخو
عبيد الله هذا الذي روى عنه هذا الحديث-؛ وهو وإن كان ثقة في نفسه- ومن
رجال مسلم- فإنَّه ضعيف من قِبَلِ حفظه؛ ولذلك ضعَّفه النسائي وأبو حاتم
ويحيى بن سعيد والبخاري وأحمد- في رواية-، حتى قال ابن حبان:
" كان ممن غلب عليه الصلاح، حتى غفل عن الضبط، فاستحق الترك "!
وأعدل الأقوال فيه- عندي- قول الخليلي:
" ثقة؛ غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه ".
وقال الخطّابي في شرحه لهذا الحديث من "المعالم " (رقم 228) :
" ليس بالقوي عند أهل الحديث ". وقال النووي (2/142) :
" وهو ضعيف عند أهل العلم، لا يحتج بروايته ". وقال الحافظ في
" التقريب ":
"ضعيف عابد".
والحديث أخرجه البيهقي (1/168) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (6/256) : ثنا حماد بن خالد... به.
وأخرجه الترمذي (1/189- 190) ، والبيهقي أيضا (1/167) - مقتصراً على
السؤال عن الرجل- من طرق أخرى عن حماد... به.
وأخرجه الدارمي (1/195) من طريق عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر... به
مختصراً مثل رواية البيهقي الأخرى.
وكذا أبو يعلى في "مسنده " (3/1153- مصورة المكتب الإسلامي) . وقال
الترمذي:
" وإنما روى هذا الحديثَ: عبدُ الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر... حديث
عائشة في الرجل يجد البلَل ولا يذكر احتا، ماً. وعبد الله بن عمر؛ ضعَفه يحيى
ابن سعيد من قبل حفظه في الحديث ".
وقال الشوكاني- بعد أن ذكر كثيراً من أقوال الأثمة فيه توثيقاً وتجريحاً-:
" وقد تفرد به المذكور، ولم تجده عند غيره، وهكذا رواه أحمد وابن أبي شيبة
من طريقه؛ فالحديث معلول بعلتين: الأولى: العمري المذكور. وللثانية: التفرد
وعدم المتابعات. فقصر عن درجة الحسن والصحة ".
وتعقبه الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقه على "الترمذي " فقال- بعد أن
نقل كلامه المذكور-:
" ولم يفعل الشوكاني شيئاً فيما قال؛ فإن العمري أقل أحواله أن يكون حديثه
حسناً. وأما زعم التعليل بالتفرد؛ فإنه غير صواب؛ لأن العبرة في ذلك بمخالفة
الراوي غيره من الرواة ممًن يكون مثله أو أوثق منه، وهناك ينظر في الجمع أو
الترجيح، وأما الانفراد وحده؛ فليس بعلّة. ومع ذلك؛ فإن العمري لم يتفرد بأصل
القصة؛ وهي معروفة في "الصحيحين " وغيرهما من حديث أم سلمة " إ!
قلت: فذكر حديثها؛ وهو الآتي (رقم 237) ؛ ثم ذكره من حديث أم سليم،
ومن حديث أنس !!
ونحن نرى أن الحق ما ذهب إليه الشوكاني؛ لما عرفت من حال العمري في
سوء الحفظ. والشوكاني رحمه الله لما كان يرى ذلك، ورأى أنه انفرد بالحديث-
يعني: بتمامه- جعل ذلك علة أخرى؛ بمعنى أنه لو توبع فيه- ولو من مثله في
الحفظ- لكان ربما حكم على الحديث بالحسن أو الصحة، فلما تفرد به؛ جعله علّة
أخرى، وهو لا يريد بذلك أن التفرد- مطلقاً- علّة؛ بل أراد ذلك من مثل
(العمري) في ضعفما حفظه. ولذلك فلا يرد عليه كلام الشيخ: " وأما الانفراد
وحده؛ فليس بعلّهَ " إ!
وقوله هذا حق؛ لكن ليس على إطلاقه، كما عرفت!
وأما عطفه على ذلك أن (العمري) لم يتفرد بأصل القصة !! فهو من الحجة
للشوكاني على الشيخ؛ لأن الروايات المذكورة ليس في شيء منها ما في رواية
العمري هذه؛ من السؤال عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً؛ وقد أشار
الترمذي في كلامه السابق إلى أنه تفرد بهذا القدر من الحديث.
فهذا التفرد- مع ثبوت سوء حفظه- ممَّا يزيد وَهَنَ الحديث ويضغفه، كما هو
واضح، والحمد لله!
وأما القدر الآخر من الحديث- والذي فيه: " إنمأ النساء شقائق الرجال "-؛
فهو حديث صحيح، جاء من غير هذه الطريق؛ من حديث أنس وأم سليم
ثم رأيت للشطر الأول من الحديث شاهداً من حديث خولة بنت حكيم: عند
ابن ماجه؛ فهو به حسن.
أما حديث أنس؛ فأخرجه الدارمي (1/195) قال: أخبرنا محمد بن كثير عن
الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال:
دخلَتْ على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سليم وعنده أم سلمة، فقالت: المرأة ترى في
منامها ما يرى الرجل؟ فقالت أم سلمة: تَرِبَتْ يداك يا أم سليم! فضحت النساء!
فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منتصراً لأم سليم:
" بل أنت تربت يداك! إن خيركن التي تسأل عما يعنيها، إذا رأت الماء
فلتغتسل ". قالت أم سلمة: وللنساء ماءٌ يا رسول الله؟! قال:
" نعم؛ فأين يشبههن الولد؟ إنما هن شقائق الرجال"
وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه " (1/290) : حدثنا أبو الأزهر قال: ثنا
محمد بن كثير... به.
ورواه البزار أيضا؛ كما في " المقاصد الحسنة "؛ وقال:
" قال ابن القطان: هو من طريق عائشة ضعيف، ومن طريق أنس صحيح ".
قلت: ورجال هذه الطريق ثقات رجال الشيخين؛ غير محمد بن كثير- وهو أبو
يوسف الصنعاني المِصِّيصِيّ- وهو صدوق كثير الغلط، كما في "التقريب ".
ولعل البزار رواه من غير طريقه حتى جاز لابن القطان أن يصححه (1) ! أو لعله
إنما صححه لأنه قد توبع فيه عن الأوزاعي، مع شيء من المخالفة في إسناده:
(1) ثم رايت الحديث في "زوائد البزار" (ح 38) من طريق أخرى عن أبي سعد عن
أنس ... به؛ دون: " إنما النساء... ".
وأبو سعد: هو البقال؛ ضعيف مدلس
فقد قال الإمام أحمد (6/377) : ثنا [أبو] المغيرة (ما بين المربعين ساقط من
الطبعة القديمة من "المسند") قال: ثنا الأوزاعي قال: ثني إسحاق بن عبد الله بن
أبي طلحة الأنصاري عن جدته أم سليم قالت:
كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فكانت تدخل عليها، مدخل النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت أم سليم: يا رسول الله! أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في
المنام؛ أتغتسل؟ فقالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سليم! فضحت النساء عند
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! فقالت أم سليم: إن الله لا يستحيي من الحق، وإنا أنْ نسأل
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما أشكل علينا خيرٌ من أن نكون منه على عمياء-! فقال النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأم سلمة:
" بل أنت تربت يداك! نعم يا أم سليم ا عليها الغسل إذا وجدت الماء ".
فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وهل للمرأة ماء؟! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" فأنّى يشيهها ولدها؟! هن شقائق الرجال،.
ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين كلهم؛ وأبو المغيرة: اسمه عبد القدوس
ابن الحجاج الخولاني.
وسكت عليه الحافظ في "الفتح " (1/309) . وأعله الهيثمي في "مجمع
الزوائد " بالانقطاع؛ فقال (1/268) :
" وإسحاق لم يسمع من أم سليم "!
قلت. لكن دلت الرواية الأولى على أن إسحاق إنما رواه عن أنس، وهو عن أمه
أم سليم، وقد صرح بسماعه من أنس في رواية عكرمة بن عمار عنه بهذا
الحديث؛ دون قوله: " هن شقائق الرجال ".
أخرجه مسلم (1/171- 172) ، وأبو عوانة.
وكذلك أخرجه مسلم وابن حبان (1161) من طريق قتادة عنه.
فعاد الحديث- بمجموع هذه الأسانيد- إلى أنه من رواية إسحاق عن أنس؛
فزالت شيهة الانقظاع، وثبت بذلك صحة الحديث.