تشریح:
(1) ”جھوم گیا“ یعنی ان کے استقبال کی خوشی میں۔ یہ معنیٰ ان کی عظمت و شان پر دلالت کرتے ہیں۔
(2) ”بھینچا گیا“ کیونکہ ہر انسان میں کوئی نہ کوئی کمی ہوتی ہے (علاوہ انبیاء علیہم السلام کے کہ وہ معصوم ہوتے ہیں۔) اس بھینچنے سے وہ اس کمی کے اثر سے نجات پا لیتا ہے بشرطیکہ وہ مومن ہو۔ مومن کو صرف ایک دفعہ بھینچا جاتا ہے، پھر چھوڑ دیا جاتا ہے مگر کچھ عجب نہیں کہ کافر پر یہ عذاب بار بار ہوتا ہو۔ حدیث میں آتا ہے کہ قبر ہر ایک کو بھینچتی ہے، اگر اس سے کوئی محفوظ رہتا تو یقیناً حضرت سعد بن معاذ رضی اللہ عنہ محفوظ رہتے۔ (الموسوعة الحدیثیة مسند الإمام أحمد: ۳۲۷/۴۰، رقم: ۲۴۲۸۳، والصحیحة: ۲۶۸/۴، رقم: ۱۶۹۵)
(3) اس کی توجیہ میں یہ بات بھی کہی گئی ہے کہ ”قبر“ انسان کے لیے ماں کی طرح ہے کیونکہ وہ اسی مٹی سے بنایا گیا تھا۔ عرصۂ دراز کے بعد ملنے والے بیٹے کو ماں خوب زور سے اپنے جسم کے ساتھ بھینچتی ہے، چاہے اسے اس سے تکلیف ہی ہو۔ قبر کا معاملہ بھی ایسا ہی ہے، البتہ نیک شخص کو وہ محبت سے بھینچتی ہے اور برے شخص کو غصے اور ناراضی سے۔ نیک کے لیے اس میں سرور ہے اور برے کے لیے عذاب۔ واللہ أعلم۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 268 :
رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 8 / 73 / 2 ) و الطحاوي في " مشكل
الآثار " ( 1 / 107 ) عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت نافعا يحدث عن
امرأة ابن عمر عن عائشة مرفوعا به . و أخرجه أحمد ( 6 / 55 و 98 ) من هذا
الوجه إلا أنه قال : " إنسان " مكان " امرأة ابن عمر " . و رجال إسناده ثقات
كلهم غير امرأة ابن عمر فلم أعرفها ، و الظن بها حسن . على أن سفيان الثوري قد
أسقطها من الإسناد ، و جعل الحديث من مسند زوجها ابن عمر . أخرجه الطحاوي من
طريق أبي حذيفة حدثنا سفيان عن سعد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به نحوه . و هذا
إسناد رجاله ثقات أيضا رجال البخاري إلا أنه أخرج لأبي حذيفة متابعة ، و اسمه
موسى بن مسعود النهدي ، و الثوري أحفظ من شعبة لولا أن الراوي عنه فيه ضعف فقال
الحافظ : " صدوق سيء الحفظ " . و لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 174 )
من طريقه ، أشار إلى تضعيفه و ترجيح الأول بقوله : " كذا رواه أبو حذيفة عن
الثوري عن سعد ، و رواه غندر و غيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان ( الأصل
سنان ! ) عن عائشة رضي الله عنها مثله " . لكن للحديث أصل عن ابن عمر ، فقال
ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 430 ) : أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال : أخبرنا
عبد الله بن إدريس قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسعود
و هو أبو مسعود الجحدري البصري و هو ثقة . و تابعه عمرو بن محمد العنقزي :
حدثنا ابن إدريس به . أخرجه النسائي ( 1 / 289 ) و سنده صحيح أيضا . فهذه
متابعة قوية من عبيد الله بن عمر لرواية أبي حذيفة عن الثوري عن سعد بن إبراهيم
. و الله أعلم . و له طريق آخر ، برواية عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر
مرفوعا بلفظ : " ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه " . أخرجه الحاكم
( 3 / 206 ) و صححه ، و وافقه الذهبي ! و عطاء كان اختلط ، و قد زاد فيه الدعاء
. و خالفه ابن لهيعة في إسناده فقال : عن عقيل أنه سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن
عائشة بنت سعد أنها حدثته عن عائشة أم المؤمنين مرفوعا به نحوه . أخرجه
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 82 / 1 ) و قال : " تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و هو سيء الحفظ . و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا به نحوه . أخرجه
الطبراني ( 1 / 81 / 2 ) و في " الكبير " ( 10827 و 12975 ) من طريق زياد مولى
ابن عباس عنه . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 46 - 47 ) : رواه الطبراني
في " الكبير " و " الأوسط " و رجاله موثقون " .
قلت : هو عند الطبراني من طريقين :
الأولى : عن حسان بن غالب حدثنا ابن لهيعة عن أبي النضر المديني عن زياد مولى
ابن عباس ( ! ) عن ابن عباس . و حسان بن غالب متروك متهم بالوضع ، كما تراه في
" اللسان " و خفي أمره على ابن يونس فوثقه ، و لعله مستند الهيثمي في قوله :
" و رجاله موثقون " ، فإن فيه إشعار بأن التوثيق لين في بعضهم على الأقل ،
و نحو ذلك يقال في ابن لهيعة ، و إن كان خيرا بكثير من حسان ، حتى أن الهيثمي
يحسن حديثه أحيانا ، و هو حري بذلك عند المتابعة ، و هي متحققة هنا كما في
الشواهد المتقدمة و المتابعة الآتية و هي :
الطريق الأخرى : قال : حدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص حدثنا أبي حدثنا ابن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد مولى ابن عياش عن ابن
عباس . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد مولى ابن عياش فمن رجال
مسلم وحده إلا أن عمر بن عبد العزيز و أباه لم أجد لهما ترجمة . ثم إنه قد
داخلني شك كبير في كون هذا الحديث من مسند ابن عباس ، فإنهم لم يذكروا لزياد
هذا رواية عنه بل ذكر الحافظ المزي في " التهذيب " أنه روى عن مولاه عبد الله
ابن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، و قد روى الحسن بن سفيان عن زياد هذا عن عبد
الله بن عياش حديثا في قصة موت عثمان ابن مظعون كما في ترجمة ابن عياش من
" الإصابة " ، و قد تحرف فيه " مولى ابن عياش " إلى " مولى ابن عباس " ، و كذلك
وقع في الطريق الأولى عند الطبراني و لعله خطأ مطبعي ، و كذلك تحرف " ابن عياش
" إلى " ابن عباس " في الطريقين ، فصار الحديث من مسنده ، و إنما هو من مسند
ابن عياش فيما أظن . و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث بمجموع طرقه
و شواهده صحيح بلا ريب ، فنسأل الله تعالى أن يهون علينا ضغطة القبر إنه نعم
المجيب .