تشریح:
۱؎: بئرِ بضاعہ مدینہ کے ایک مشہور کنویں کا نام ہے۔
۲؎: ((إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ)) میں ((الْمَاءَ)) میں جو لام ہے وہ عہد کا لام ہے جس کے معنی یہ ہیں کہ سائل کے ذہن میں جس کنویں کا پانی ہے وہ نجاست گرنے سے پاک نہیں ہو گا کیوں کہ اس کنویں کی چوڑائی چھ ہاتھ تھی اور اس میں ناف سے اوپر پانی رہتا تھا اور جب کم ہوتا تو ناف سے نیچے ہو جاتا، جیسا کہ امام ابو داود نے اپنی سنن میں اس کا ذکر کیا ہے، یہ ہے کہ جب پانی کثیر مقدارمیں ہو (یعنی دو قلہ سے زیادہ ہو) تو محض نجاست کا گر جانا اسے نا پاک نہیں کرتا، اس کا یہ مطلب نہیں کہ مطلق پانی میں نجاست گرنے سے وہ نا پاک نہیں ہوگا، چاہے وہ کم ہو ، یا چاہے اس کا مزہ اور مہک بدل جائے۔
۳؎: مؤلف کا مقصد یہ ہے کہ یہ حدیث ابو سعید خدری رضی اللہ عنہ سے کئی طرق سے مروی ہے ان میں سب سے بہتر طریق یہی ابو اسامہ والا ہے، تمام طرق سے مل کریہ حدیث صحیح (لغیرہ) کے درجہ کو پہنچ جاتی ہے۔
نوٹ: (سند میں عبیداللہ بن عبداللہ رافع مجہول الحال ہیں، لیکن متابعات و شواہد کی بنا پر یہ حدیث صحیح ہے)
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح، وكذا قال النووي ، وقال الترمذي: " حسن "، وصححه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين) .
إسناده: أخرجه من طرق ثلاث عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد ابن كعب عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال للشيخين؛ غير عبيد الله بن عبد الله هذا، وقد قيل في اسمه خمسة أقوال؛ هذا أحدها، وبقيتها تراجع في "نصب الراية" (1/113) ؛ وهو كما قال ابن القطان: " لا يعرف له حال ولا عين ". وقال الحافط في "التقريب ": إنه
"مستور". لكن الحديث صحيح ثابت ؛ بما له من الطرق والشواهد كما يأتي. والحديث أخرجه النسائي أيضا، والترمذي والدارقطني والبيهقي، وأحمد (3/31) من طرق عن أبي أسامة... به. وقال أحمد: وقال أبو أسامة مرة: عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج ".
قلت: وهي رواية النسائي. وقال الترمذي:
" هذا حديث حسن. وقد جوّد أبو أسامة هذا الحديث؛ فلم يرو أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد ". وكأنه من أجل هذه الطرق التي أشار إليها الترمذي حسّنه هو، وصححه أحمدابن حنبل ويحيى بن معين؛ كما في "التلخيص " (1/90) ، واحتج به ابن حزم
(1/155) . وقال النووي في "المجموع " (1/82 و 113) : إنه
" حديث صحيح ". ومن طرق الحديث: ما أخرجه النسائي والطحاوي والبيهقي، وأحمد (3/15) ، وأبو يعلى في "مسنده " (ق 83/1) عن عبد العزيز بن مسلم عن مُطَرف ابن طَرِيف عن خالد بن أبي نوف عن سَلِيط- وليس عند الطحاوي وأحمد: عن سَلِيط- عن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: مررت بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يتوضأ من بئر بضاعة. فقلت: أتتوضأ... الحديث. وخالد بن أبي نوف؛ قيل: إنه ابن كثير الهَمْدَاني؛ فإن كان كذلك فهو لا
بأس به؛ وإلا فهو مقبول. وشيخه سَلِيط- بفتح أوله- مقبول أيضا. وقد رواه عنه ابن إسحاق أيضا، لكن خالف في الإسناد، كما ستراه في الكتاب بعد هذا. ومنها: ما عند الطحاوي والبيهقي، والطيالسي (رقم 2155) عن طَرِيف بن سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فأتينا على غدير فيه جيفة، فتوضأ بعض القوم، وأمسك بعض القوم، حتى يجيء النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمٍَ ، فجاء النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أخريات الناس؛ فقال: " توضَّأوا واشربوا؛ فإن الماء لا ينجسه شيء ". قال البيهقي: " طريف: هو أبو سفيان، وليس بالقوي؛ إلا أني أخرجته شاهداً لما تقدّم ".
قلت: وهو عند الطحاوي من طريق شريك عنه... به عن جابر أو أبي سعيد... على الشك. وهو عند ابن ماجه (1/186- 187) عن جابر... بدون شك. ولأبي سعيد عنده حديث آخر في الباب: رواه البيهقي وضعفه. ومن شواهده: ما أخرجه الطحاوي، والبيهقي من طريق حاتم بن إسماعيل: ثنا محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت: دخلت على سهل بن سعد الساعدي في نسوة فقال: لو أني أسقيكم من
بضاعة لكرهتم ذلك، وقد- والله- سقيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي منها. وقال البيهقي: " وهذا إسناد حسن موصول "! وتعقبه ابن التركماتي بقوله: " أم محمد بن أبي يحيى لم نعرف حالها ولا اسمها بعد الكشف التام ".
قلت: وقد أوردها الذهبي في (فصل النسوة المجهولات) ؛ فيمن لم تسم، وذكر أن لها رواية عن أم بلال. وقد سبق أن نقلنا عنه قوله: وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها ". ورواه الدارقطني (12) من هذا الوجه مختصراً:
شرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بئر بضاعة.
وله طريق أحسن من هذه، فقال ابن حؤم (1/155) : حدثنا حُمَامٌ قال: ثنا عباس بن أصبغ: ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن: ثنا محمد بن وضاح: ثنا أبو علي عبد الصمد بن أبي سكينة- وهو ثقة-: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم أبو تمام
عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي قال: قالوا: يا رسول الله! إنك تتوضأ من بئر بضاعة، وفيها ما ينجي الناس
والمحايضُ والجِيَفُ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"الماء لا ينجسه شيء". احتج به ابن حزم. وأورده الحافظ في "التلخيص " (1/90) فقال عقب الطريق الأولى: " قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه؛ قال قاسم بن أصبغ في
"مصنفه ": ثنا محمد بن وضاح... به. وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن في "مستخرجه على سن أبي داود": حدثنا محمد بن وضاح... به. قال ابن وضاح: لقيت ابن أبي سكينة بحلب... فذكره. وقال قاسم بن أصبغ: هذا من أحسن شيء في بئر بضاعة. وقال ابن حزم: عبد الصمد ثقة مشهور. قال
القاسم: ويروى عن سهل بن سعد في بئر بضاعة من طرق هذا خيرها. قلت: ابن أبي سكينة الذي زعم ابن حؤم أنه مشهور؛ قال ابن عبد البر وغير واحد: إنه مجهول، ولم تجد له راوياً إلا محمد بن وضاح "! وتعقبه بعض الأفاضل من المعاصرين بأنه قد عرفه قاسم بن أصبغ وابن حزم،
ومن عرف حجة على من لم يعرف، وبأن الدارقطني أخرجه في "سننه " (11) من طريق أخرى عن فضيل بن سليمان النميري عن أبي حازم... به مختصراً بلفظ: "الماءلاينجسه شيء". قال: " فدلت هذه الأسانيد على أن للحديث عن سهل أصلاً صحيحاً ".
قلت: وحديث سهل هذا؛ عزاه الحافط (1/100) للدارقطني أيضا، وسكت عليه، مع أن الراوي عن الفضيل: هو علي بن أحمد الجرجاني؛ تركه الحاكم، كما قال الذهبي، وأقره الحافط. ثمّ ذكر له شاهدأ آخر من حديث عائشة بلفظ:
"إن االماء لا ينجسه شيء ". رواه الطبراني في "الأوسط "، وأبو يعلى والبزار، وأبو علي بن السكن في "صحيحه " من حديث شريك. وقال الهيثمي (1/214) :" ورجاله ثقات "!
قلت: وقد صح عن عائشة موقوفاً، كما سنذكره في الباب الأتي. (تنبيه) : جاء في بعض طرق الحديث زيادة في آخره:
" إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه "!وهي زيادة ضعيفة لا تصح باتفاق المحدثين، كما قال النووي؛ وإن كان الإجماع على العمل بها.ووهم ابن الرقِّجْة حيث عزا هذا الاستثناء إلى المصنف؛ فقال:" ورواية أبي داود: " خلق الله الماء طهوراً لا ينجسه شيء؛ إلا ما غير طعمه أوريحه "... "! قال الحافظ (1/104) :" ووهم في ذلك؛ فليس هذا في "سنن أبي داود" أصلأ! ".