تشریح:
۱؎: صف کے پیچھے اگر کوئی تنہا نماز پڑھ رہا ہو تو اس کی نماز درست ہے یا نہیں، اس مسئلہ میں علماء میں اختلاف ہے: امام احمد اور اسحاق بن راہویہ کے نزدیک صف کے پیچھے اکیلے آدمی کی نماز درست نہیں، ان کی دلیل یہی روایت ہے نیز علی بن شیبان اور ابن عباس رضی اللہ عنہم کی احادیث بھی ہیں جو اس معنی میں بالکل واضح ہیں، اس لیے ان کی خواہ مخواہ تاویل کی ضرورت نہیں، (جیسا کہ بعض لوگوں کا کہنا ہے کہ آپ کا یہ فرمان بطور تنبیہ تھا) بنا بریں جماعت کی مصلحت کی خاطر بعد میں آنے والے کے لیے بالکل جائز ہے کہ اگلی صف سے کسی کو کھینچ کر اپنے ساتھ ملا لے، اس معنی میں کچھ روایات بھی وارد ہیں گرچہ وہ ضعیف ہیں، لیکن ان تینوں صحیح احادیث سے ان کے معنی کی تائید ہو جاتی ہے۔ ہاں! بعض علماء کا یہ کہنا ہے کہ اگر صف میں جگہ نہ ہو تب اکیلے پڑھنے سے کوئی حرج نہیں، اس حدیث میں وعید اس اکیلے مصلی کے لیے ہے جس نے صف میں جگہ ہوتے ہوئے بھی پیچھے اکیلے پڑھی ہو، واللہ اعلم۔
الحکم التفصیلی:
قلت : ورجاله ثقات غير عمرو بن راشد وهو مجهول العدالة أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 232 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وأما ابن حبان فذكره في ( الثقات ) على قاعدته المعروفة ! ومع ذلك فإنه يسشهد به
كما أشار إليه الحافظ ابن حجر بقوله فيه ( مقبول ) . يعني عند المتابعة وقد توبع كما سيأتي فالحديث صحيح . وقد خولف في إسناده عمرو بن مرة فقال حصين : عن هلال بن يساف قال : أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقه فقام بي على شيخ يقال له وابصة بن معبد - من بني أسد فقال زياد حدثني هذا الشيخ : أن رجلا صلى خلف الصف وحده - والشيخ يسمع - فأمره رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يعيد الصلاة ) . أخرجه الترمذي ( 1 / 445 ) والدارمي ( 1 / 294 ) وابن أبي شيبة ( 2 / 13 / 1 ) وعنه ابن ماجه ( 1504 ) والطحاوي والبيهقي وأحمد وابن عساكر ( 17 / 350 / 1 ) من طرق عن حصين عن هلال بن يساف به . وقد تابعه منصور عن هلال به . أخرجه ابن منصور عن هلال به . أخرجه ابن الجارود ( 161 ) : حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن منصور به . لكن رواه خلاد بن يحيى ثنا سفيان الثوري عن حصين به . رواه البيهقي . فأخشى أن يكون قوله ( عن منصور ) وهما من عبد الرزاق . والله أعلم . وعلى كل حال فرواية حصين أرجح من رواية عمرو بن مرة لأنه لم يتفرد يذكر زياد بن أبي الجعد بل إنه قد توبع فقال : يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة به . أخرجه الدارمي والبيهقي وأحمد من طرق عن يزيد به . قلت : وهذا سند جيد رجاله كلهم ثقات غير زياد بن أبي الجعد فإن القول فيه كالقول في عمرو بن راشد وأنه مجهول كما تقدم . لكن لم يتفرد به زياد بل تابعه هلال بن يساف في المعنى فإنه قال في مسنده : ( أخذ زياد بيدي
فقام بي على وابصة فقال : حدثني هذا الشيخ والشيخ يسمع ) كما تقدم فأقره الشيخ على ذلك فصارت الرواية من قبيل القراءة على الشيخ وهلال يسمع وذلك نوع من أنواع تلقي الحديث كما هو مقرر في المصطلح فثبت بذلك الحديث . والحمد لله . وإذا عرفت ذلك فرواية شمر بن عطية من هلال بن يساف عن وابصة به . ليست منقطعة كما ظن البعض لما عرفت من تحديث زياد بالحديث أمام وابصة مقرا له وهلال يسمع . أخرجه أحمد وابن عساكر ( 17 / 350 / 1 ) بسند صحيح . ومما سبق يتبين أن الحديث صحيح وليس من قبيل المضطرب في شئ كما توهم البعض فقد ظهر أن الهلال فيه ثلاث روايات الأولى : عن عمرو بن راشد عن وابصة . الثانية : عن زياد بن أبي الجعد عنه . الثالثة : عنه مباشرة . فهو قد سمعه من عمرو بن راشد عنه ومن زياد عنه ووابصة يسمع فجاز أن يرويه عنه مباشرة كما في الرواية الثالثة وبذلك تتفق الروايات الثلاث ولا تعارض فيكون الحديث عن وابصة ثلاث طرق وبها نقطع بصحة الحديث . وله طريق رابعة وفيها زيادة واهية أخرجها أبو يعلى في ( المفاريد ) ( 3 / 15 / 1 ) و ( المسند ) ( 96 / 1 ) والبيهقي ( 3 / 105 ) عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن وابصة قال : ( رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلا صلى خلف الصفوف وحده فقال : أيها المصلي وحده ! ألا وصلت إلى الصف أو جررت إليك رجلا فقام معك ؟ أعد الصلاة ) . وقال : ( تفرد به السري بن إسماعيل وهو ضعيف )
قلت : وكذا قال الهيثمي ( 2 / 96 ) ان السري هذا ضعيف فقط وعزله لرواية أبي يعلى . وقال الحافظ في ( التقريب ) إنه متروك . وهذا هو الصواب أنه ضعيف جدا فقد صرح جماعة من الأئمة بأنه متروك وبعضهم بأنه ضعيف جدا وآخر بأنه ليس بثقة . وقال يحيى بن سعيد استبان لي كذبه في مجلس . وقد رواه ابن عساكر ( 17 / 349 / 2 ) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به دون الزيادة . وسنده ضعيف . وله طريق خامسة وفيه الزيادة الواهية فقال ابن الأعرابي في ( المعجم ) ( ق 122 / 1 ) : نا جعفر بن محمد بن كزال نا يحيى بن عبدويه حدثنا قيس عن السدي عن زيد بن وهب عن وابصة بن معبد . ( أن رجلا صلى خلف الصف وحده وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يرى من خلفه كما يرى من بين يديه فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ألا دخلت في الصف أو جذبت رجلا صلى معك ؟ ! أعد الصلاة ) . قلت : وهذا إسناد واه أيضا قيس هو ابن الربيع قال الحافظ : ( صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به ! ) . وبه أعله الحافظ في ( التلخيص ) ( 125 ) . قلت : وإعلاله بالراوي عنه يحيى بن عبدويه أولى فإنه وإن كان قد أثنى عليه أحمد فقد قال فيه ابن معين : ( كذاب رجل سوء ) . وقال مرة : ( ليس بشئ ) . وقد رواه أبو الشيخ ابن حبان في ( تاريخ أصبهان ) ( ص 129 ) وعنه أبو نعيم في ( أخبار أصبهان ) ( 2 / 364 ) بسند صحيح عن الطائي قال : ثنا قيس به . أورداه في ترجمة الطائي هذا فقد يتوهم أنه متابع لابن عبدويه هذا وليس كذلك بل هو هو . فقد قال أبو نعيم : ( قال أبو محمد - يعني ابن حبان - : هذا الشيخ أراه يحيى بن عبدويه البغدادي لان هذا الحديث معروف به )
قلت : وعلى هذا يدل صنيع الحافظ في ( التلخيص ) فإنه عزى الحديث لأبي نعيم فترجمة يحيى بن عبدويه وهو إنما أورده في ترجمة الطائي كما سبق ولكنه ختمها بقول ابن حبان هذا فدل ذلك على أن الحافظ يرى ما أريه أبو الشيخ . وهو الظاهر . والله أعلم . وبالجملة فهذه الزيادة واهية لا يحتج بها لشدة ضعفها وعدم وجود المتابع القوي عليها . وقد روي الحديث عن ابن عباس وأبي هريرة وعلي بن شيبان . أما حديث ابن عباس فهو من طريق عكرمة عنه وله عنه لفظان : الأول : ( أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رأى رجلا يصلى خلف الصف وحده فقال : أيها المنفرد بصلاتك أعد صلاتك ) . أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) ( 1 / 3 / 1 ) وفي ( الكبير ) والجرجاني في تاريخه ) ( 322 - 323 ) وابن عساكر ( 12 / 248 / 2 ) عن عبد الحميد الحماني عن النضر أبي عمر عن عكرمة عنه . وقال الطبراني : ( لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به الحماني ) . قلت : وهو ضعيف له كن شيخه أبو عمر - اسم أبيه عبد الرحمن - اشد ضعفا منه فقد كذبه بعض الأئمة وبه أعل الحديث في ( المجمع ) ( 2 / 96 ) فقال : ( رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه النضر أبو عمر أجمعوا على ضعفه ) . الثاني : عنه مرفوعا بلفظ : ( إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلا يقيمه إلى جنبه ) . رواه الطبراني في الأوسط أيضا عن بشر بن إبراهيم حدثنا الحجاج ابن
حسان عن عكرمة به . وقال : ( لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الأسناد تفرد به بشر ) . قلت : وهو ممن كان يضع الحديث كما قال غير واحد من الأئمة وقال الهيثمي : ( هو ضعيف جدا ) . قلت : وقد خالفه يزيد بن هارون الثقة الحافظ فقال : عن الحجاج ابن حسان عن مقاتل بن حيان رفعه به نحوه . أخرجه البيهقي ( 3 / 105 ) . فعاد الحديث إلى أنه عن مقاتل بن حيان مرسلا . وسنده لا بأس به لولا إرساله وكان يمكن تقويته بحديث ابن عباس ووابصة لولا شدة ضعفهما فيبقى الحديث على ضعفه . واما حديث أبي هريرة فلفظه ولفظ حديث ابن عباس الأول . أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) : ( حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة : ثنا عبد الله بن محمد بن القاسم العبادي البصري ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : ( رأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلا يصلي خلف الصفوف وحده فقال : أعد الصلاة ) . وقال : ( لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به العبادي ) . قلت : وهو ضعيف كما قال الهيثمي وأصله قول ابن حبان : ( يروي المقلوبات لا يحتج به ويروي عن غير يزيد اللمزقات ) . وأما حديث على بن شيبان فهو بلفظ : ( خرجنا حتى قدمنا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فبايعناه وصلينا خلفه فرأى رجلا
يصلي خلف الصف وحده فوقف عليه نبي الله حتى انصرف فقال : استقبل صلاتك فلا صلاة للذي خلف الصف ) . أخرجه ابن أبي شيبة ( 13 / 2 / 1 ) : حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر قال : حدثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن ابيه . ورواه ابن ماجه ( 1003 ) من طريق ابن أبي شيبة والطحاوي وابن سعد ( 5 / 551 ) وابن خزيمة ( 1 / 164 / 2 ) وابن حبان في صحيحه ( 401 و 402 ) والبيهقي وأحمد ( 4 / 23 ) وابن عساكر ( 15 / 99 / 1 ) من طرق عن ملازم به . قلت : وهذا سند صحيح ورجاله ثقات كما قال البوصيري في ( الزوائد ) ( ق 69 / 2 ) . وعزاه الحافظ في ( البلوغ ) لابن حبان عن طلق بن علي وهو وهم . وجملة القول أن أمره ( صلى الله عليه وسلم ) الرجل بإعادة الصلاة وأنه لاصلاة ليصلي خلف الصف وحده صحيح ثابت عنه ( صلى الله عليه وسلم ) من طرق . وأما أمره ( صلى الله عليه وسلم ) الرجل بأن يجر رجلا من الصف لينضم إليه فلا يصح عنه ( صلى الله عليه وسلم ) . فلا يغتر بسكوت الحافظ على حديث وابصة عند الطبراني وفيه الأمر المذكور كما تقدم سكت عليه في ( بلوغ المرام ) فأوهم الصحة ولا بإعادة الصنعاني في شرحه عليه ( 2 / 44 - 45 ) الحديث ابن عباس في الأمر مرتين فأوهم أنه من طريقين ! ! ( فائدة ) إذا لم يستطع الرجل أن ينضم إلى الصف فصلى وحده فهل تصح صلاته الأرجح الصحة والأمر بالأعادة محمول على من لم يستطع القيام بواجب الانضمام . وبهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما بينته في ( الأحاديث الضعيفة ) المائة العاشرة )