تشریح:
فوائد و مسائل:
(1) دعا ایک عبادت ہے کیونکہ اس میں بندہ اللہ کے سامنے اپنے فقر اور عجز کا اظہار کرتا ہے، اور اللہ کی عظمت و قدرت کا اعتراف کرتے ہوئے اس سے اپنی حاجت پوری ہونے کی درخواست کرتا ہے۔
(2) مذکورہ روایت کو بعض محققین نے حسن قرار دیا ہے۔ تفصیل کے لیے دیکھئے: (الصحيحة رقم: 2654) بنا بریں دعا نہ کرنا عبادت سے اعراض ہے، اس لیے اللہ کی ناراضی کا باعث ہے۔
(3) دعا میں ان آداب کا خیال رکھنا ضروری ہے جو احادیث میں بیان ہوئے ہیں۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 323 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 658 ) و الترمذي ( 2 / 342 ) و ابن ماجه (
3827 ) و الحاكم ( 1 / 491 ) و أحمد ( 2 / 442 و 477 ) و ابن أبي شيبة ( 10 /
200 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 35 / 1099 ) و الطبراني في " الدعاء " ( 2
/ 796 / 23 ) و في " الأوسط " ( 3 / 216 / 2452 ط ) و ابن عدي في " الكامل " (
7 / 295 ) و البغوي في " تفسيره " ( 7 / 310 - منار ) من طرق كثيرة عن صبيح أبي
المليح قال : سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد ، فإن أبا صالح الخوزي ، و أبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح ،
إنما هما في عداد المجهولين ، لقلة الحديث " . كذا قال ، و أقره الذهبي ، و فيه
نظر من جهة أبي المليح ، فإنه ليس مجهولا ، كيف و قد روى عنه جمع من الثقات ،
ذكرهم في " التهذيب " ، منهم : وكيع بن الجراح و مروان بن معاوية الفزاري و
حاتم بن إسماعيل و أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني ، و هؤلاء كلهم رووا هذا
الحديث عنه ، فأنى له الجهالة ، لاسيما و قد قال ابن معين فيه : " ثقة " ، و
ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 / 475 ) و وثقه الحافظ . و أما شيخه أبو صالح
الخوزي ، فحشره في زمرة المجهولين هو اللائق بمثله ، لأنهم لم يذكروا راويا عنه
سوى أبي المليح هذا ، لولا أن أبا زرعة قال فيه : " لا بأس به " ، كما ذكره ابن
أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 393 ) و أقره و لذلك قال الحافظ ابن
كثير في " التفسير " ( 7 / 309 ) عقب الحديث ، و قد ساقه من طريق أحمد بأحد
إسناديه : " تفرد به أحمد ، و هذا إسناد لا بأس به " . و هذا عين ما كنت قلته
في السلسلة الأخرى تحت الحديث ( 21 ) و قد ذكرت ذلك بالمناسبة ، فقلت ثم : " و
هو حديث حسن " . و قد أشكل هذا على بعض الطلبة من إخواننا الكويتيين و نسب إلي
أنني صححت الحديث . و الواقع أنني حسنته فقط كما ذكرت آنفا ، بل و رددت على
الحاكم تصحيحه إياه تحت الحديث المشار إليه ، كما نسب إلي غير ذلك مما لا يحسن
ذكره هنا ، و سأكتب إليه بذلك إن شاء الله تعالى . ( تنبيهات ) : الأول : قول
ابن كثير : " تفرد به أحمد " يعني : دون أصحاب الستة ، و هو وهم ، فقد عرفت من
تخريجنا إياه أنه قد رواه بعضهم . الثاني : تصحيح الحاكم للحديث مع تصريحه
بجهالة بعض رواته ، دليل على أن من مذهبه تصحيح حديث المجهولين ، فهو في ذلك
كابن حبان ، فاحفظ هذا فإنه ينفعك في البحث و التحقيق إن شاء الله تعالى .
الثالث : زاد الحاكم في رواية له من طريق محمد بن محمد بن حبان الأنصاري :
حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا أبو
المليح بإسناده : " ... و إن الله ليغضب على من يفعله ، و لا يفعل ذلك أحد غيره
. يعني الدعاء " فظننت أن هذه الزيادة مدرجة في الحديث من الجرجرائي أو
الأنصاري فإني لم أعرفه ، و الفزاري من شيوخ أحمد في حديث الترجمة ، و أحمد جبل
في الإتقان و الحفظ و لم يذكرها عنه مع متابعة الثقات له كما سبق ، و لذلك
أوردت الحديث بهذه الزيادة في " الضعيفة " ( 4040 ) . ثم إن للحديث شاهدين من
حديث أنس ، و النعمان بن بشير . 1 - أما حديث أنس فيرويه حماد بن عبد الرحمن
الكلبي ، عن المبارك بن أبي حمزة عن الحسن عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يذكر عن ربه عز وجل : " يا ابن آدم ! إنك إن سألتني أعطيتك ، و إن لم
تسألني أغضب عليك " . أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( رقم 24 ) . و حماد ، و
ابن أبي حمزة ضعيفان . 2 - أما حديث النعمان ، فهو بلفظ : " الدعاء هو العبادة
" ، ثم قرأ : *( و قال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين )* . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم ، و صححه ابن حبان و
الحاكم و الذهبي و غيرهم ، و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 246 / المعارف )
، و " صحيح أبي داود " ( 1329 ) ، و " الروض النضير " ( 888 ) . و إن مما لا شك
فيه أن الاستكبار عن عبادته تعالى و دعائه يستلزم غضب الله تعالى على من لا
يدعوه ، فشهادة هذا الحديث لحديث الترجمة شهادة قوية لمعناه دون مبناه . و قد
غفل عن هذه الأحاديث بعض جهلة الصوفية أو تجاهلوها ، بزعمهم أن دعاء الله سوء
أدب مع الله ، متأثرين في ذلك بالأثر الإسرائيلي : " علمه بحالي يغني عن سؤاله
" ! فجهلوا أن دعاء العبد لربه تعالى ليس من باب إعلامه بحاجته إليه سبحانه و
تعالى *( يعلم السر و أخفى )* ، و إنما من باب إظهار عبوديته و حاجته إليه و
فقره ، كما تقدم بيانه في المجلد الأول من " الضعيفة " رقم ( 22 )