تشریح:
یعنی جس طرح دوسرے اعضاء دودو یا تین بار نہیں کیا۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده حسن صحيح) .
إسناده: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني: ثنا زياد بن يونس: حدثني
سعيد بن زياد المؤذن عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي.
وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات مشهورون؛ غير سعيد بن زياد المؤذن؛ فوثقه
ابن حبان وحده، لكن روى عنه جمع من الثقات؛ وقد توبع عليه كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (1/64) من طريق المؤلف.
(1/181)
وللحديث طرق أخرى: فرواه ابن ماجه (1/167) مختصراً من طريق حجاج
عن عطاء عن عثمان قال:
رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ؛ فمسح رأسه مرة.
وهذا إسناد ضعيف.
وأخرجه أحمد (1/264/رقم 472) ؛ لكن ليس فيه: (مرةً) .
وكذلك رواه ابنه عبد الله في "زوائد" (رقم 527) .
وأخرج الدارقطني (34) من طريق زيد بن الحبَاب: حدثني عمر بن
عبد الرحمن بن سعيد الخزومي: حدثني جدي:
أن عثمان بن عفان خرج في نفر، من أصحابه حتى جلس على المقاعد، فدعا
بوَضوء... الحديث نحو رواية ابن أبي مليكة؛ وفيه:
ومسح برأسه مرة واحدة، ولم يذكر الأذنين. وقال المعلق عليه الشيخ شمس
الحق:
" هذا إسناد صالح؛ ليس فيه مجروح "!
قلت: لكن فيه مجهول؛ وهو عمر بن عبد الرحمن بن سعيد الخزومي؛ فإني
لم أجد له ذكراً في شيء من الكتب التي عندي، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن
أبيه عبد الرحمن بن سعيد، ولا في الرواة عن جده سعيد! وفي هذا إشارة إلى أنه
غير مشهور؛ وإلا لاشتهر بالرواية عن أبويه. والله أعلم.
ثمّ أخرج الدارقطني (31) ، وأحمد (1/372/رقم 489) من طريق محمد بن
إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن معاذ بن عبد الرحمن
التيمي عن حمْران بن أبان مولى عثمان بن عفان قال:
(1/182)
رأيت عثمان بن عفان دعا بوَضوء... الحديث نحو حديث الزهري المتقدم عن
عطاء بن يزيد الليثي، وفيه:
ثمّ غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثمّ مسح برأسه وآمَر بيديه على ظاهر
أدْنيه، ثمّ مر بهما على لحيته... الحديث.
وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الشيخين؛ غير ابن إسحاق؛ وهو حسن
الحديث. وقال الحافظ في "الفتح " (1/234) :
" إسناده حسن ".
وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه " (1/223) من طريق زيد بن أسلم عن
حمران... به نحوه بلفظ:
ومسح برأسه وأذنيه.
وإسناده صحيح على شرطهما، وأصله في "مسلم ".
والحديث إنما ساقه المؤلف؛ ليشير به إلى ضعف رواية أبي سلمة السابقة، التي
فيها أنه مسح رأسه ثلاثاً؛ وليدل به على صحة ما عفبه بقوله:
" أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح؛ كلها تدل على مسح الرأس أنه
مرة؛ فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثاً، وقالوا فيها: ومسح رأسه، لم يذكروا عدداً كما
ذكروا في غيره "!
وقد أجاب النووي رحمه الله عن قول المصنف هذا من وجهين؛ قال:
" أحدهما: أنه قال: " الأحاديث للصحاح "؛ وهذا حديث حسن- يعني:
الذي قبل هذا- غير داخل في قوله.
(1/183)
والثاني: أن عموم إطلاقه مخصوص بما ذكرناه من الأحاديث الحسان وغيرها ".
وقد سبق جواب الحافظ أن زيادة الثلاث زيادة من ثقة؛ يعني: فيجب قبولها.
ويؤيد ذلك: أن حديث عثمان هذا قد جاء من طرق كثيرة؛ وفي بعضها ما
ليس في الأخرى من المعاني.
ألا ترى فيما سبق أن بعضهم روى المسح على الأذنين، وبعضهم روى كيفية
ذلك، فلم يلزم من ترك الآخرين من الرواة وإعراضهم عن ذلك ضعفه؛ ما دام
الرواة ثقات؛ فكذلك الأمر فيما نحن فيه. والله أعلم.
الروض النضير (306)