تشریح:
یہ واقعہ دو طرح سے روایت ہوا ہے۔ پہلا حدیث ابوبکرہ میں ہے کہ رسول اللہﷺنماز میں داخل ہوئے اور تکبیرکہی‘ جیسے کہ امام ابوداود نےچند شواہد پیش کیے ہیں۔ دوسرا روایت ابوہریرہ میں ہے کہ آپ نے تکبیر کہنے سے پہلے ہی اشارہ فرمایا: ان دونوں میں تطبیق ممکن ہے کہ [دخل في صلاة] یا [کبرفي صلاة] کا معنی ارادہ فعل ہے یعنی [أرادہ أن یدخل في صلاة] یا [أراد أن یکبرفي صلاة] مراد ہے۔ قاضی عیاض اور قرطبی نے ان روایات کے پیش نظر دو واقعات کا احتمال پیش کیا ہے جب کہ بخاری ومسلم میں حدیث ابوہریرہ منقول ہے۔ (صحیح بخاري‘حدیث:275۔ صحیح مسلم‘ حدیث:605)
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان) . إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة... بإسناده ومعناه. قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ، كالذي قبله، وقد سبق فيه الكلام بإيضاح. وقد قال الحافظ في التلخيص (2/324) : وصححه ابن حبان والبيهقي، واختلف في إرساله ووصله ! قلت: إنما جاء مرسلاً من حلرق أخرى غير هذه الطريق؛ فليس فيه اختلاف؛ بل إن تلك الطرق المرسلة تقويه وتشهد له؛ كما أشار إلى ذلك البيهقي فيما يأتي. والحديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/171/1) من طريق أخرى عن يزيد بن هارون... به. وقد جاءت له شواهد: الأول: عن أنس قال: دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاته، فكبَّر وكبَّرنا معه، ثم أشار إلى القوم: كما أنتم؛ فلم نزل قياماً حتى أتانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اغتسل ورأسه يقطر. أخرجه الظبرا تي في الأ وسظ (4104- بترقيمي) ، والدارقطني (ص 138) ، والبيهقي من طريق عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة عن أنس. وهذا إسناد صحبح على شرط الشيخين. ثم قال الدارقطني: خالفه عبد الوهاب الخفاف... ، ثم ساقه من طريقه: ثنا سعيد عن قتادة عن بكر بن عبد الله المُزَني. أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل في صلاة، فكبَّر وكبَّر من خلفه... الحديث. قال عبد الوهاب: وبه نأخذ. قلت: عبد الوهاب تُكُلِّمَ فيه من قبل حفظه؛ فإن كان حفظ هذا فهو إسناد آخر لقتادة مرسل؛ وإلا فرواية معاذ والد عبيد الله أصح؛ لأنه ثقة حجة اتفاقاً، حتى قال محمد بن عيسى بن الطباع: ما علمت أن أحداً قدم بغداد إلا وقد تُعُفَقَ عليه في شيء من الحديث؛ إلا معاذاً العنبري؛ فإنه ما قدروا أن يتعلقوا عليه بشيء مع شغله بالقضاء . وقال يحيى القطان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ . قلت: وفي هذا غاية المدح بالضبط والحفط والإتقان؛ فمثله- إذا خولف- فهو المقدم، وروايته هي الراجحة بلا شك. وحديث أنس هذا؛ أورده الهيثمي في المجمع (2/69) ، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال (الصحيح) . الشاهد الثاني: عن علي بن أبي طالب قال: بينما نحن مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصلي؛ إذ انصرف ونحن قيام، ثم أقبل ورأسه يقطر، فصلى لنا الصلاة ثم قال: إني ذكرت أني كنت جنباً- حين قمت إلى الصلاة- لم أغتسل؛ فم وجد منكم في بطنه رِزّاً، أو كان على مثل ما كنت عليه؛ فلينصرف حتى يفرغ من حاجته أو غسله، ثم يعود إلى صلاته . أخرجه الإمام أحمد (1/88/رقم 668 و 669) من طريق حسن بن موسى ويحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة: حدثنا الحارث بن يزيد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن زُريرٍ الغافقي عن علي بن أبي طالب. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ، لكن ابن لهيعة سيئ الحفظ؛ إلا أنه صحيح الحديث فيما وافق فيه غيره ((*) هذا رأي شيخنا رحمه الله قديماً في رواية ابن الهيعة، أما أخيراً؛ فإنه كان يممثئي رواية
ابن لهيعة فيما كان من رواية القدماء عنه، ومنهم: يحمس بن إسحاق؛ كما في الصحيحة
(1/654 و 6/576) ، وعليه؛ فحديثه هنا ثابت. والله أعلم.)وقد زاد في هذه القصة: فمن وجد منكم... إلخ،! ولم تجدها في شيء من طرق الحديث؛ فهي ضعيفة. وأما أصل الحديث فصحيح. الثالث: عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى الصلاة، فلما كبّر انصرف وأومأ إليهم؛ أي: كما أنتم، ثم خرج فاغتسل، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما/صلى قال: إني كنت جنباً، فنسيت أن أغتسل . أخرجه أحمد (2/ 448) ، والدارقطني (138) ، والبيهمَي (2/397- عن وكيع-، وابن ماجه (1/368) - عن عبد الله بن موسى التيمي- كلاهما عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ فهو على شرطه، وأسامة بن زيد هذا: هو الليثي مولاهم أبو زيد المدني، وليس هو العدوي مولاهم المدني! هدا ضعيف. ولعل صاحب الزوائد ظنَّه هو هذا؛ فقال: إسناده ضعيف؛ لضعف أسامة بن زيد ! وقال الحافظ في التلخيص (2/324) : وفي إسناده نظر ! قلت: ولعل وجه النظر: أن أسامة بن زيد الليثي- وإن كان ثقة من رجال مسلم-؛ فإن في حفظه بعض الضعف! وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة من طريق أخرى باللفظ الأتي في الكتاب بعد هذا؛ وف ه أن انصرافه كان قبل الدخول فى الصلاة بالتكبير؛ فهذا خلاف ما روى أسامة! قلت: لكن أسامة لم يتفرد بهذا اللفظ عن أبي هريرة؛ بل جاء عنه من طريق أخرى، كما جاء مرسلاً من وجوه تأتي في الكتاب. فالظاهر: أن لأبي هريرة في الباب حديثين: أحدهما مثل حديث أبي بكرة. والأخر حديثه الأتي.