تشریح:
مقتول کو قتل کرنے کے بعد اس کے اعضاء کاٹنا یا اس کی شکل بگاڑنا ناجائز ہے۔ اور ایسے ہی قتل سے پہلے بھی یہ عمل ناجائز ہے۔ الا یہ کہ قصاص کی کوئی صورت ہو۔ جیسے قبیلہ عکل وعرینہ کے لوگوں کے ساتھ کیا گیا تھا۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن الجارود وابن حبان، وقوى إسناده الحافظ ابن حجر) . إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: ثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن الهياج بن عمران.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير الهياج بن عمران - وهو ابن فُضيْل التميمي-، وثقه ابن سعد وابن حبان (3/283) ، لكن لم يذكروا راوياً عنه غير الحسن هذا- وهو البصري-؛ فهو مجهول على قواعدهم. وقد أشار إلى تضعيف هذا التوثيقِ الذهبيَ بقوله في الكاشف : وُثقَ . وصرح بذلك في الميزان ، فقال: وثقه ابن سعد، وقال [علي] بن المديني: مجهول. فصدق علي . وأشار إلى هذا الحافظ بقوله في التقريب : مقبول .
قلت: وعليه؛ فالإسناد ضعيف، وإن قوّاه الحافظ في الفتح ، كما كنت ذكرت في الإرواء (7/291) ! لكن ذكرت له هناك بعض الطرق والشواهد، مما يجعل الحديث صحيحاً لغيره، من ذلك أن الإمام أحمد أخرجه في رواية (4/440) من طريق المبارك عن الحسن: أخبرني عمران بن حصين قال... فذكره مرفوعاً. فأسقط (هياجاً) من المسند، وصرح بسماع الحسن من عمران، فاتصل السند. لكن المبارك- وهو ابن فَضَالَةَ- مدلس، وقد عنعنه كما قلت ثمة. فأزيد هنا: أنه قد تابعه هُشَيْم عن حمَيْدٍ عن الحسن قال: ثنا سَمُرَةُ بن جُنْدُبٍ قال... فذكره أيضاً: أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (2/326) . فصرح بسماعه أيضاً من سمرة، ورجاله ثقات؛ لكنَّ هشيماً مدلس. وأن له شاهداً آخر عن جرير بن عبد الله البَجَلِيِّ قال: خطبنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على منبر صغير، فحثَّنا على الصدقة، ونهانا عن المثلة. رواه الطيالسي (665) ، وسنده صحيح على شرط مسلم. فصح الحديث يقيناً، والحمد لله. (تنبيه) : ذكر المنذري أن عمران الذي أبق له الغلام: هو ابن حصين! وهذا خلاف ظاهر سياق المؤلف، بل هو باطل؛ لما في رواية لأحمد (4/428) : أن هياج بن عمران أتى عمران بن حصين فقال: إن أبي قد نذ - وفي أخرى: أن غلاماً لأبيه أبق- فبعثتي إلى عمران بن حصين، قال: فقال: أقرئ أباك السلام، وأخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان... الحديث. ورواه ابن الجارود أيضاً (1056) . فهذا صريح أن الذي أبق له الغلام: هو والد الهياج، وليس عمران بن حصين، كما هو واضح لا يحتاج إلى بيان، فلعل ذلك سبق قلم من المنذري! والله أعلم. انتهى بحمد الله وفضله المجلد السابع من صحيح سنن أبي داود ، ويليه إن شاء الله تعالى المجلد الثامن، وأوله: