تشریح:
وضاحت:
۱؎: اے اللہ! مجھے تو اس دن کے عذاب سے بچا لے جس دن تو اپنے بندوں کو جمع کرے گا یا اٹھائے گا۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 584 :
ورد من حديث البراء بن عازب و حذيفة بن اليمان و حفصة بنت عمر . 1 - أما
حديث البراء فيرويه أبو إسحاق السبيعي ، و قد اختلف عليه في إسناده على وجوه :
الأول : عنه عن البراء به . رواه سفيان الثوري عنه به . أخرجه البخاري في "
الأدب المفرد " ( 1215 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 449 / 753 -
تحقيق الدكتور فاروق ) و أحمد ( 4 / 290 و 298 و 303 ) و كذلك رواه زكريا - و
هو ابن أبي زائدة - عنه به . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 9 / 76 / 6588
و 10 / 251 / 9360 ) . و كذلك رواه يونس بن عمرو - و هو ابن أبي إسحاق - قال :
قال أبي : حدثني البراء ابن عازب به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 472 )
و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 2350 - الموارد ) من طريق يونس بن بكير عنه و في
( اليونسين ) كلام من جهة حفظهما ، فيخشى أن يكون أحدهما أخطأ في ذكر التحديث
بين أبي إسحاق و البراء ، و لاسيما و قد رواه أبو يعلى بالسند نفسه عن أبي
إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه ، يعني ابن مسعود ، و قد توبع كما يأتي . و كذلك
رواه شعبة عن أبي إسحاق به . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 709 ) و النسائي (
751 ) لكنه قد خولف كما يأتي . و كذلك رواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق به . أخرجه
ابن حبان ( 2351 ) . و كذلك رواه جمع آخر عنه عند النسائي فلا نطيل الكلام
بذكرهم ، فإن فيمن ذكرنا كفاية . الوجه الثاني : رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن
عبد الله بن يزيد الأنصاري عن البراء بن عازب به . أخرجه أحمد ( 4 / 300 و 301
) و النسائي ( 450 / 755 ) . و عبد الله بن يزيد الأنصاري - و هو الخطمي -
صحابي صغير . الوجه الثالث : يرويه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة و رجل آخر
عن البراء به . أخرجه أحمد ( 4 / 281 ) و أبو يعلى ( 2 / 477 ) و النسائي ( 754
) . الوجه الرابع : رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله
مرفوعا به . أخرجه النسائي ( 756 ) و ابن ماجه ( 3923 - الأعظمي ) و ابن أبي
شيبة ( 9 / 76 / 6589 و 10 / 251 / 9361 ) . و تابعه يونس بن عمرو عن أبيه أبي
إسحاق عند أبي يعلى في رواية كما تقدم في الوجه الأول . الوجه الخامس : رواه
إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن البراء به .
أخرجه النسائي ( 758 ) و الترمذي ( 3396 ) و قال : " هذا حديث حسن غريب من هذا
الوجه " . قلت : و إبراهيم هذا صدوق من رجال الشيخين ، و لكنه يهم كما في "
التقريب " . ثم أشار الترمذي إلى هذه الوجوه الخمسة من الاختلاف ، و لم يذكر
الراجح منها . و الذي يتبين لي أن أصحها الوجه الثالث ، لأن الثوري و شعبة أحفظ
من أصحاب الوجوه الأخرى من جهة ، و لأنهما سمعا من أبي إسحاق قبل اختلاطه من
جهة أخرى . ثم إن رواية شعبة أرجح من رواية الثوري لأمرين : أحدهما : أن فيها
زيادة الواسطة بين أبي إسحاق و البراء ، و زيادة الثقة مقبولة ، و الآخر : أن
أبا إسحاق كان مدلسا ، و قد ذكروا أن شعبة كان لا يروي عنه ما دلسه <1> و عليه
فالإسناد من هذا الوجه صحيح ، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود ثقة و معه
الرجل الآخر الذي قرن به ، فهو و إن لم يسم ، فإنه ينفعه و لا يضره . و الله
أعلم . 2 - و أما حديث حذيفة ، فرواه عنه عن ربعي بن حراش عنه مرفوعا . أخرجه
الترمذي ( 3395 ) و الحميدي ( 444 ) و أحمد ( 5 / 382 ) عن سفيان بن عيينة عن
عبد الملك بن عمير عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على
شرط الشيخين ، و هو عند البخاري ( 6312 ) و في " الأدب المفرد " ( 1205 ) و ابن
حبان ( 5507 ) و أحمد ( 5 / 385 و 397 و 399 و 407 ) و النسائي ( 747 ) من طريق
الثوري عن عبد الملك به ، لكن بلفظ : " باسمك أموت و أحيا " ، و زاد : " و إذا
قام قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور " . ثم رواه هو (
6314 ) و ( 6324 ) و أحمد ( 5 / 387 ) و البغوي في " شرح السنة " <2> ، و
الترمذي ( 3413 ) و صححه ، و النسائي ( 857 - 860 ) من طرق أخرى عن عبد الملك و
غيره به . 3 - و أما حديث حفصة ، فيرويه عاصم بن بهدلة [ عن معبد بن خالد ] عن
سواء الخزاعي عنها به ، و زاد : " ثلاث مرار " . أخرجه أبو داود ( 5045 ) و ابن
أبي شيبة ( 10 / 250 / 9358 ) و أحمد ( 6 / 287 و 288 ) و أبو يعلى ( 4 / 1675
و 1681 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 231 - 232 ) و كذا النسائي
فيه ( 452 / 761 ) من طرق عن عاصم به . و ما بين القوسين لأبي داود و رواية
للنسائي و ابن السني . و ليس عند ابن أبي شيبة زيادة " ثلاث مرار " ، و هو
رواية لأبي يعلى . قلت : و في النفس من ثبوت هذه الزيادة شيء ، و ذلك لأمور :
أولا : لأن مدارها على سواء الخزاعي ، و لم يوثقه غير ابن حبان ، و أشار الذهبي
إلى تليين توثيقه ، فقال في " الكاشف " : " وثق " . و كذا الحافظ بقوله في "
التقريب " : " مقبول " . قلت : و عليه فهو مجهول ، و لا يعكر عليه أنه روى عنه
ثقات ثلاثة : المسيب بن رافع و معبد بن خالد و عاصم بن بهدلة كما في " التهذيب
" ، لأني أقول : إن عاصما هو الراوي عن الأولين ، و هو معروف بشيء من الضعف ،
فأخشى أنه لم يحفظ إسناده ، و اضطرب فيه ، فمرة قال : " عن سواء " ، مباشرة ، و
أحيانا رواه بواسطة أحدهما ، و هذا أصح ، لأنه من رواية الثقات عن عاصم ، و
الأولى من رواية حماد بن سلمة عنه ، و في روايته عن غير ثابت البناني كلام
معروف . و ثانيا : لعدم اتفاق الرواة لحديثه عليها كما سبق . و ثالثا : عدم
ورودها في حديث البراء و حذيفة . و الله أعلم . و أما الحافظ فقد تناقض ، فإنه
قال في " الفتح " ( 11 / 115 ) و قد ذكر الحديث من رواية أبي إسحاق عن البراء :
" و سنده صحيح . و أخرجه النسائي أيضا بسند صحيح عن حفصة و زاد : ( و يقول ذلك
ثلاثا ) " ! قلت : و وجه التناقض أنه يعلم أن أبا إسحاق هذا مدلس مشهور بذلك
كما قال هو نفسه في " طبقات المدلسين " ، أورده في الطبقة الثالثة ، و هي طبقة
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ، و
منهم من رد حديثهم مطلقا ، و منهم من قبلهم ، كأبي الزبير المكي . و إذا كان
الأمر كذلك فكيف يصحح إسناده و هو قد عنعنه ، أضف إلى ذلك أن غيره من الثقات -
و فيهم شعبة - قد أدخل بين أبي إسحاق و البراء واسطة ، فلو أنه صحح إسناده من
رواية شعبة عنه ، لكان أصاب ، لما سبق بيانه . و كذلك تصحيحه لسند حديث حفصة ،
و بالزيادة ، و هو يعلم أن فيه سواء الخزاعي ، و قد قال فيه في " التقريب " : "
مقبول " ، كما تقدم . يعني عند المتابعة ، كما نص عليه في المقدمة ، و إن لم
يتابع فلين الحديث . و هو لم يتابع كما عرفت ، فتصحيح الحديث و الحالة هذه خطأ
أيضا . و الله أعلم ، أضف إلى ذلك أن الزيادة ( ثلاث مرار ) لم ترد في الحديثين
الصحيحين : حديث البراء و حديث حذيفة ، و بذلك يتبين أن قول الشيخ عبد القادر
أرناؤوط في تعليقه على " الوابل الصيب " ( ص 127 ) : " و هو حديث صحيح " . فهو
غير صحيح ، و هو كثيرا ما يقول هذا في بعض الأحاديث توهما أو تقليدا . و الله
أعلم . ( تنبيه ) : هذا الدعاء " اللهم قني .. " قد جاء في " صحيح مسلم " و
غيره من طريق ثابت بن عبيد عن عبيد بن البراء عن البراء بلفظ : " كنا إذا صلينا
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه .
قال : فسمعته يقول : رب قني عذابك يوم تبعث ( أو تجمع ) عبادك " . و عبيد هذا
ليس بالمشهور ، حتى أن البخاري لما ذكره في " التاريخ الكبير " ( 3 / 1 / 443 )
لم يزد فيه على قوله : " عن أبيه " ! و نحوه في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 /
402 ) إلا أنه قال : " روى عنه محارب بن دثار " . و لم يزد في " التهذيب " عليه
سوى ثابت بن عبيد هذا ، و لم ينقل توثيقه عن أحد سوى العجلي . و فاته أن ابن
حبان وثقه أيضا ، فذكره في " الثقات " ( 5 / 135 ) لكنه غمز من حفظه ، فقال و
لم يزد : " عن أبيه ، لم يضبطه " . قلت : و كأنه يشير إلى هذا الحديث ، فإن
قوله : " فسمعته يقول .. " ظاهره أنه سمعه يقول ذلك بعد الصلاة إذا أقبل عليهم
بوجهه ، و هو مخالف لكل الطرق المتقدمة عن البراء - و بعضها صحيح - أنه صلى
الله عليه وسلم كان يقوله عند النوم ، فتكون رواية عبيد هذه شاذة في أحسن
الأحوال . و لعله لذلك لم يذكر أبو داود و ابن ماجه ( 1006 ) هذا الدعاء مع
الحديث . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 628 ) . و الله أعلم . ( تنبيه آخر
) : عزاه ابن تيمية في " الكلم الطيب " ( 36 / 29 ) للشيخين ، و تبعه ابن القيم
في " الوابل " و لم يروه مسلم كما تقدم ، و كما في " التحفة " ( 3 / 23 - 24 )
[1] قال : ثلاثة كفيتكم تدليسهم : فذكر أبا إسحاق .
[2] و عزاه المعلق عليه لمسلم أيضا ، و هو من أوهامه ، و إنما هو عنده من حديث
البراء بن عازب . اهـ .