تشریح:
وضاحت:
۱؎: اے اللہ! تو اس کے بدلے میرے لیے اپنے پاس اجر وثواب لکھ لے، اور اس کے عوض مجھ پر سے (گناہوں کا) بوجھ اتار دے اور اسے اپنے پاس (میرے لیے آخرت کا) ذخیرہ بنا دے، اور اسے میرے لیے ایسے ہی قبول کر لے جس طرح تو نے اپنے بندے داود علیہ السلام کے لیے قبو ل کیا تھا۔
۲؎: اللہ کی طرف سے احکام ومسائل بتانے کے مختلف طریقے اختیار کیے گئے تھے، ان میں سے ایک طریقہ یہ تھا کہ اللہ کسی صحابی کو خواب دکھاتا، اس میں فرشتہ کوئی مسئلہ بتاتا اور وہ صحابی بیدار ہو کر اللہ کے رسول ﷺسے ذکر کرتا، آپﷺ اس کی تقریر (تصدیق) کر دیتے، جیسے اذان میں ہوا تھا۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 470 :
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 298 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " (
رقم 4904 ) من طريق الجراح بن مخلد : أخبرنا اليمان بن نصر صاحب الدقيق قال :
أخبرنا عبد الله بن سعد المدني قال : أخبرنا محمد بن المنكدر قال : حدثني محمد
بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري قال : رأيت فيما يرى النائم كأني
تحت شجرة ، و كأن الشجرة تقرأ *( ص )* : فلما أتت على السجدة سجدت ، فقالت في
سجودها : " اللهم اكتب لي بها أجرا ، و حط عني بها وزرا ، و أحدث لي بها شكرا ،
و تقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته " . فلما أصبحت غدوت على النبي صلى
الله عليه وسلم فأخبرته بذلك ، فقال : سجدت أنت يا أبا سعيد ؟ فقلت : لا ، قال
: ( فذكره ) ، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة *( ص )* حتى أتى على
السجدة ، فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها . و قال الطبراني عقبه - و
السياق له - : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد ، تفرد به اليمان بن نصر
" . قلت : أعله به الهيثمي فقال ( 2 / 285 ) : " قال الذهبي : مجهول " . قلت :
هو تابع في ذلك لابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 311 ) عن أبيه . لكن قال الحافظ في "
اللسان " : " و ذكره ابن حبان في " الثقات " فقال : الكعبي ، من أهل البصرة ،
يروي عن شيخ عن محمد بن المنكدر . روى عنه يعقوب بن سفيان . و ذكر ابن أبي حاتم
في الرواة عنه محمد بن مرزوق و الجراح بن مليح " . قلت : ليس في ابن أبي حاتم
ذكر الجراح هذا . فالله أعلم . و قد روى عنه عمرو بن علي هذا الحديث مختصرا جدا
في " تاريخ البخاري " ( 1 / 1 / 147 ) . و أقول : فمثله حسن الحديث إن شاء الله
تعالى لرواية ثلاثة من الثقات عنه ، فإعلاله بمن فوقه أولى ، كشيخه عبد الله بن
سعد المدني ، فإني لم أجد له ترجمة ، و قد وقع اسمه في ترجمة اليمان من " الجرح
و التعديل " : " عبد الله بن أبي سعيد المدني " ، و قال المعلق عليه : " ك "
سعد " خطأ " . و لعل ما خطأه هو الصواب لمطابقته لما في الكتابين : " مسند أبي
يعلى " ، و " المعجم الأوسط " . و شيخ شيخه " محمد بن عبد الرحمن بن عوف "
أورده البخاري في " التاريخ " ، و ابن أبي حاتم في كتابه برواية ابن المنكدر و
ابنه عبد الواحد عنه ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في "
الثقات " من روايتهما عنه . قلت : فعلة هذا الإسناد عندي عبد الله . لكن للحديث
طريق أخرى و شاهد يتقوى بهما إن شاء الله تعالى . أما الطريق فقال عبد الرزاق
في " المصنف " ( 3 / 337 / 5869 ) : عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن بكر بن
عبد الله المزني : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله !
رأيت كأن رجلا يكتب القرآن و شجرة حذاءه ، فلما مر بموضع السجدة التي في *( ص
)* سجدت ، و قالت : " اللهم أحدث لي بها شكرا ، و أعظم لي بها أجرا ، و احطط
بها وزرا " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق من الشجرة " . و هذا
إسناد صحيح مرسل ، و قد جاء موصولا مختصرا من طرق عن حميد الطويل قال : حدثني
بكر أنه أخبره : أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب *( ص )* ، فلما بلغ إلى
سجدتها قال : رأى الدواة و القلم و كل شيء بحضرته انقلب ساجدا ، قال : فقصها
على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل يسجد بها بعد . أخرجه أحمد ( 3 / 78 و
84 ) من طريق يزيد بن زريع و ابن أبي عدي ، و الحاكم ( 2 / 432 ) من طريق حماد
بن سلمة ، ثلاثتهم عن حميد به . سكت عنه الحاكم ، و قال الذهبي : " على شرط
مسلم " . قلت : هو كذلك بل هو على شرط الشيخين لولا أن ظاهره الإرسال لقوله :
أن أبا سعيد .. و يؤيد ذلك رواية هشيم : أنبأنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله
قال : أخبرني مخبر عن أبي سعيد قال : فذكره ، إلا أنه قال : فعدت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فأمر بالسجود فيها . أخرجه البيهقي ( 2 / 320 ) .
لكن يمكن أن يقال : إن هذه الرواية شاذة لمخالفتها لرواية الثقات الثلاثة ، لكن
هذه نفسها ليست متصلة كما ذكرنا . و الله أعلم . و أما الشاهد فالدعاء فيه بلفظ
: " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا و اجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا ، و
اقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود " . أخرجه الترمذي ( 579 و 3420 ) و ابن
ماجه ( 1 / 325 ) و ابن حبان ( 691 ) من طريق ابن خزيمة ، و الحاكم ( 1 / 219 )
و البيهقي ( 2 / 320 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11 / 149 / 11262 )
كلهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس قال : حدثني حسن بن محمد بن عبيد الله بن
أبي يزيد قال : قال لي ابن جريج : يا حسن ! حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن
ابن عباس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله
! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة ، فرأيت كأني
قرأت سجدة ، فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي ، فسمعتها و هي تقول : " اللهم
اكتب ... " إلخ . قال ابن عباس : " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
السجدة ، فسمعته و هو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة " . و السياق
لابن حبان ، و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح ، رواته مكيون ، لم يذكر واحد منهم
بجرح " . و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من عجائبه ، فإنه قال في ترجمة الحسن
هذا من " الميزان " : " قال العقيلي : لا يتابع عليه . و قال غيره : فيه جهالة
، ما روى عنه سوى ابن خنيس " . و قال في " الكاشف " : " غير حجة " . و أما
الترمذي فقد قال في الموضعين : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
لكن زاد في الموضع الأول في نسخة : " حسن " . و لعلها زيادة غير ثابتة ، فإن
الحافظ لم ينقل في ترجمة الحسن من " التهذيب " عن الترمذي إلا أنه استغربه ، و
كذلك فعل التبريزي في " المشكاة " ( 1036 ) و هو اللائق بحال إسناده كما عرفت ،
و يؤكده قول الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 114 ) : " و ضعفه العقيلي بالحسن بن
محمد .. فقال : فيه جهالة " . و قد توبع ابن جريج على بعضه ، فروى عبد الرزاق (
5868 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 8 ) عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد
أنه سمع ابن عباس سئل : في ( ص ) سجدة ؟ قال : نعم *( أولئك الذين هداهم الله
فبهداهم اقتده )* . و سنده صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 3421 و
4807 ) و المصنفان أيضا ، و البيهقي ( 2 / 219 ) من طريق مجاهد قال : سئل ابن
عباس .. إلخ . و بالجملة ، فحديث الترجمة حسن على أقل الدرجات بالطريق الأخرى و
الشاهد ، لاسيما و قد صحح شاهده الحاكم و غيره كما تقدم ، بل و ذكر الحافظ في "
التهذيب " عن الخليلي أنه قال فيه : " حديث غريب صحيح " . و لعله لذلك قال
النووي في " المجموع " ( 4 / 64 ) : " رواه الترمذي و غيره بإسناد حسن " . و
الله سبحانه و تعالى أعلم .