تشریح:
مندرجہ بالا دونوں احادیث کے الفاظ تو ایسے ہیں۔ جو نماز کے لئے جماعت کے فرض عین کا اشارہ دیتے ہیں۔ اگر یہ عام سی سنت ہوتی تو اس کے ترک پر ان لوگوں کے گھروں کو آگ لگائے جانے کی شدید ترین وعید نہ سنائی جاتی۔ نماز باجماعت آئمہ امت۔ عطا۔ اوزاعی۔ احمد۔ ابو دائود۔ ابن خزیمہ۔ ابن منذر۔ اور ابن حبان کے نزدیک فرض عین ہے۔ دائود ظاہری نے جماعت کو صحت صلاۃ کے لئے شرط کہا ہے۔ تمام طرح کے دلائل کی روشنی میں امام بخاری اس حدیث کو باب وجوب الجماعۃ کے ذیل میں لائے ہیں۔ اور شیخ شوکانی نےاسے سنت موکدہ لکھا ہے۔
2۔ جب صرف جماعت چھوڑنے پر اس قدرسخت وعید ہے۔ تو جو لوگ نماز ہی نہیں پڑھتے وہ کتنی بڑی سزا کے مستحق ہوں گے۔ بلا شبہ ان کا دین اسلام میں کوئی حصہ نہیں۔
3۔ ملی اور اجتماعی امور میں رخنہ اندازی یا ان سے پیچھے رہنا بہت بڑا جرم ہے۔ جیسا کہ نبی کریمﷺ کے اس ارادے کے اظہار سے واضح ہے۔ کہ میں ان کے گھر کو آگ لگا دوں۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح؛ دون قوله: ليست بهم علة ؛ وإن كانت صحيحة المعنى، والصحيح: يسمعون النداء . وأخرجه مسلم مختصراً. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ) . إسناده: حدثنا النفَيْلِي: ثنا أبو المَلِيح: حدثني يزيد بن يزيد: حدثني يزيد ابن الأصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير يزيد بن يزيد؛ وهو يزيد بن يزيد بن جابر، شيخ من أهل الزَقَةِ: كذا رواه الطبراني في المعجم الأوسط : عن أحمد بن عبد الرحمن بن عفان عن أبي جعفر النفيلي عن أبي المليح قال: حدثنا... فذكره؛ كما في تهذيب التهذيب ؛ وهو غير يزيد بن يزيد بن جابر الأزدي الدمشقي؛ فإن هذا ثقة مشهور. والمترجم- كما في التقريب - مجهول؛ وقال: قيل: هو الذي قبله- يعني: الأزدي-. وقيل: آخر من أهل الرقة مجهول .
قلت: لكنه لم يتفرد بالحديث؛ بل قد تابعه عليه غيرما واحد؛ فكان حديثه هذا صحيحاً، كما يأتي بيانه. والحديث أخرجه البيهقي (3/56) من طريق المؤلف. وأخرجه أحمد من طريق أخرى عن ابن الأصم، فقال: (2/539) : ثنا كثير: ثنا جعفر: ثنا يزيد بن الأصم... به نحوه؛ وقال: يسمعون النداء ثم لا يأتون الصلاة . فسئل يزيد: أفي الجمعة هذا أم في غيرها؟ قال: ما سمعت أبا هريرة يذكر جمعة ولا غيرها؛ إلا هكذا.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وكثير: هو ابن هشام أبو سهل الرقيُ. وجعفر: هو ابن برقان. وقد أخرجه البيهقي (3/55- 56) من طريق أبي نعيم: ثنا جعفر بن برقان... به. دون سؤال يزيد. وكذلك أخرجه مسلم (2/123) ، والترمذي (2/422- 423) ، وأحمد (2/472) من طريق وكيع عن جعفر... به؛ وليس عندهم: يسمعون النداء . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح .
قلت: فقد اختلف جعفر بن برقان في جملة من الحديث مع يزيد بن يزيد؛ فقال هذا: ليست بهم علة . وقال جعفر في رواية أحمد الصحيحة والبيهقي: يسمعون النداء . وهذا هو الصحيح؛ لما علمت من جهالة يزيد، وإن كانت روايته- من حيث المعنى- صحيحة. وإنما كلامنا من حيث الإسناد والمبنى. ثم إن الروايتين اتفقتا على أن أبا هريرة لم يذكر في الحديث نوع الصلاة التي هدَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتخلفين عنها بالحرق. فذلك مما يدل على شذوذ ما رواه البيهقي من طريق عبد الرزاق: ثنا معمر عن جعفر بن برقان... به؛ إلا أنه قال: لا يشهدون الجمعة ! وقال البيهقي عقبها: كذا قال: الجمعة . وكذلك روي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود. والذي يدل عليه سائر الروايات: أنه عبربـ الجمعة عن الجماعة، والله أعلم . وتعقبه ابن التركماني بقوله:
قلت: التعبيربـ الجمعة وإرادة الجماعة بعيد؛ وفيه تلبيس على المخاطبين. والوجه أن يقال: لا منافاة بين رواية: لا يشهدون الجمعة ، ورواية: لا يشهدون الصلاة ؛ فيعْمَل بالروايتين، ويتوجه الذم إلى من ترك الجمعة، وإلى من ترك الجماعة! قلت: هذا الجمع إنما يصح أن يقال في حق حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود- الذي أشار إليه البيهقي، وهو في صحيح مسلم وغيره، ويأتي-، ولكنه لا يصح أن يقال في الجمع بين روايتي حديث أبي هريرة؛ لأن في بعض طرقه- في الصحاح الثلاثة و مسند أحمد (2/292) -: إنها صلاة النساء ! ولذلك رجح الحافظ في الفتح أنها لا تختص بصلاة الجمعة. والله أعلم.