تشریح:
فوائد مسائل: موزوں پر مسح میں مشروع یہ ہے کہ ان کے اوپرکی جانب گیلا ہاتھ پھیرا جائے۔ صحیح احادیث کی دلالت یہی ہے اور جن میں یہ آیا ہےکہ موزوں کے نیچے بھی مسح کیا تو ان کی اسانید میں کلام ہے۔ اس لیےان میں تعارض ہے نہ تطبیق کی ضرورت جیسا کہ بعض حضرات نےجمع وتطبیق سے کام لیا ہے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: يعني أنه منقطع، وهو علة الحديث. ولذلك قال البخاري وأبو زرعة: ليس بصحيح . وضعفه أيضاً الإمام الشافعي وأبو حاتم والترمذي وابن حزم) . إسناده: حدثنا موسى بن مروان ومحمود بن خالد الدمشقي- المعنى- قالا:
ثنا الوليد- قال محمود-: أخبرنا ثور بن يزيد. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ لكن علته ما أشار بليه المؤلف من الانقطاع؛ وقد عرف الوليد بن مسلم بتدليسه تدليس التسوية، وقد صرح غيره بأن ثوراً لم يسمع هذا من رجاء، فكان الحديث منقطعاً. ثم هو مخالف لحديث آخر عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمسح على الخفين. وفي رواية: على ظهر الخفين. وهو حديث صحيح، كما بيناه في الكتاب الآخر (رقم 151 و 152) ؛ وذكرنا
هناك قول البخاري: إنه أصح من حديث رجاء هذا. والحديث أخرجه أحمد في المسند (4/251) : ثنا الوليد بن مسلم: ثنا ثور عن رجاء. وكذا أخرجه الترمذي (1/162) ، وابن ماجه (1/195) ، والبيهقي (1/290) من طرق عن الوليد... به؛ إلا أن ابن ماجه قال: عن وزاد كاتب المغيرة بن شعبة. فبين ما أبهم في روايات الآخرين. ثم قال الترمذي:
وهذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم . قال: وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقالا: ليس بصحيح؛ لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء بن حيوة قال: حُدثْتُ عن كاتب المغيرة... مرسلاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه المغيرة . وروى ابن حزم (2/114) - بإسناده الصحيح- إلى أحمد بن حنبل قال: قال عبد الرحمن بن مهدي عن عبد اللّه بن المبارك عن ثور بن يزيد قال: حُدثْتُ عن
رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة... مرسلاً. قال ابن حزم: فصح أن ثوراً لم يسمعه من رجاء بن حيوة، وأنه مرسل لم يذكر فيه المغيرة . قلت: وإذا ضُم هذا إلى ما نقله الترمذي عن ابن المبارك؛ فحينئذ يكون الحديث منقطعاً في موضعين: بين ثور ورجاء، وبين رجاء وكاتب المغيرة. وقد روي موصولاً بين الأولين؛ فقال الدارقطني (ص 71) : حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عبد العزيز: نا داود بن رُشيْد: نا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد: نا رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة... به.
ورواه البيهقي عن الدارقطني، قال الحافظ في التلخيص (2/391) : فهذا ظاهره أن ثوراً سمعه من رجاء، فتزول العلة. ولكن رواه أحمد بن عبيد الصفار عن أحمد بن يحيى الحلواني عن داود بن رشيد فقال: عن رجاء، ولم يقل: حدثنا رجاء. فهذا اختلاف على داود، يمنع من القول بصحة وصله، مع ما تقدم في كلام الأئمة . قلت: ولو سُلم بصحة رواية الدارقطني؛ فيبقى الانقطاع في المكان الآخر الذي حكاه الترمذي عن أبي زرعة والبخاري قائماً؛ لأنه معنعن عند جميع من أخرج الحديث. وقد أعل بعلل أخرى غير هذه؛ لكنا لم نرها قادحة، فلذلك لم نتعرض لذكرها بعد هذه.
وقد ذكرها ابن القيم في التهذيب (1/124- 126) ، وأجاب عنها، ثم قال في خاتمة البحث: وبعدُ؛ فهذا حديث قد ضعفه الأئمة الكبار: البخاري وأبو زرعة والترمذي وأبو داود والشافعي، ومن المتأخرين أبو محمد بن حزم، وهو الصواب؛ لأن الأحاديث الصحيحة كلها تخالفه، وهذه العلل وإن كان بعضها غير مؤثر؛ فمنها ما هو مؤثر مانع من صحة الحديث، وقد تفرد الوليد بن مسلم بإسناده ووصله، وخالفه من هو أحفظ منه وأجل- وهو الإمام الثبت عبد الله بن المبارك- . قلت: وممن ضعفه من المتقدمين: أبو حاتم الرازي، فقال ابنه في العلل (1/54 رقم 135) : سمعت أبي يقول في حديث الوليد هذا: ليس بمحفوظ، وسائر الأحاديث عن المغيرة أصح .