تشریح:
فوائد و مسائل: (1) یہ روایت سنداً ضعیف ہے۔ تاہم صحیح مسلم کی حدیث میں یہی بات بیان کی گئی ہے کہ رسول اللہ ﷺ حضرت میمونہ رضی اللہ عنہا کے (غسل سے) بچے ہوئے پانی سے غسل فرما لیا کرتے تھے۔ (حدیث:323) غالباً اسی وجہ سے شیخ البانی نےحدیث 68 کو صحیح کہا ہے۔(2) اس سے معلوم ہوا کہ جنبی کا مستعمل بقیہ پانی پاک اور قابل استعمال رہتا ہے۔(3) اور وہ حدیث جس میں مرد و عورت کو ایک دوسرے کے بچے ہوئے پانی کے استعمال سے منع کیا گیا ہے، وہ نہی تنزیہی ہے۔ (یعنی اس ممانعت پر عمل کرنا بہتر ہے) (سنن نسائی، حدیث:239)
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم ووافقه الذهبي والنووي وابن حجر) . إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ؛ وأبو الأحوص: هو سلام بن سُليم الحنفي الكوفي. إلا أن سماكاً- وهو ابن حرب- وإن كان من رجال مسلم؛ فقد تُكُلِّم فيه من قبل حفظه؛ لا سيما في روايته عن عكرمة: فقالوا: إنه يضطرب فيها. والذي يتلخص عندي فيه من مجموع كلامهم: أنه حسن الحديث في غير هذا الإسناد، صحيح الحديث برواية سفيان وشعبة عنه مطلقاً. وقد أطال في ترجمته في الميزان وقال هو: إنه صدوق صالح من أوعية العلم . ثئم نقل عن العجلي أنه قال فيه:
جائز الحديث؛ كان الثوري يضعفه قليلاً . وقال ابن المديني: روايته عن عكرمة مضطربة، فسفيان وشعبة يجعلونها عن عكرمة، وأبو الأحوص وإسرائيل يجعلونها عن عكرمة عن ابن عباس . وفي التهذيب : قال يعقوب: وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح وليس من المتثبتين. ومن سمع منه قديماً مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم . قلت: فإذا اتفق أبو الأحوص وسفيان في إسناد الحديث عنه عن عكرمة عن ابن عباس؛ كان دليلاً على صحته، وهذا الحديث من هذا القبيل؛ فإنه رواه سفيان أيضا كما يأتي، وتابعه شعبة أيضا. والحديث أخرجه البيهقي (2/189) من طريق المؤلف. ثمّ أخرجه (2/267) ، والترمذي- وقال: حسن صحيح -، وابن ماجه من
طرق عن أبي الأحوص... به. ثم أخرجه أيضا (2/188 و 267) ، وكذا النسائي (1/62) ، وابن الجارود في المنتقى (27/48) ، والحاكم (1/159) ، وأحمد (1/235 و 284 و 308) من طريق سفيان عن سماك... به؛ إلا أنه قال:
لا ينجس . وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه - كما في نصب الراية (1/95) -. وتابعه شعبة أيضا عن سماك: عند الحاكم، والبزار (1/132/290) . وشريك: عند الدارقطني (19) ، وأحمد (6/300) ، ووهم فيه شريك فقال:
عن ابن عباس عن ميمونة زوج النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: أجنبت... الحديث؛ فجعله من مسندها! وإنما هو من مسند ابن عباس، كما رواه الجماعة. ثمّ قال الحاكم: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك بن حرب، وهذا حديث صحيح في الطهارة، ولا يحفظ له علة ! ووافقه الذهبي! وقال الحافط في الفتح (1/240) :
وقد أعله قوم بسماك بن حرب راويه عن عكرمة؛ لأنه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم . ولذلك قال الحافط في مكان آخر (1/273) : وهو حديث صحيح؛ رواه الأربعة وابن خزيمة وغيرهم . قلت: ومنهم الطحاوي في شرح المعاني (1/15) - عن سفيان-، والدارمي (1/187) - عنه وعن يزيد بن عطاء-. وله شاهد موقوف: أخرجه أحمد (6/172) ، والبيهقي (2/187) عن شعبة عن يزيد الرٌ شك عن معاذة قالت: سألت عائشة عن الغسل من الجنابة؟ فقالت: إن الماء لا ينجسه شىء، قد كنت أغتسل أنا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إناء واحد، يبدأ فيغسل يديه. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث صححه النووي أيضا (2/190) . ورواه الطبراني في الأوسط (2093) من طريق آخر عن عائشة... مرفوعاً، وفيه شريك؛ وهو القاضي.