تشریح:
وضاحت:
۱؎: پچھلے باب کی احادیث اور اس باب کی احادیث میں تطبیق یہ ہے کہ اشعار اگر تو حید وسنت، اخلاق حمیدہ، وعظ ونصیحت، پندونصائح اور حکمت ودانائی پر مشتمل ہوں تو ان کا کہنا، پڑھنا سب جائز ہے، اور اگر کفریہ، شرکیہ، بدعت اور خلاف شرع باتوں پر مشتمل ہوں یا بازاری اور گندے اشعار ہوں تو ان کو اپنے دل وماغ میں داخل کرنا (یا ذکر کرنا) پیپ اورمواد سے زیادہ مکروہ اور نقصان دہ ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 592 :
ورد هذا الحديث عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة
و عبد الله ابن عمر و سعد بن أبي وقاص و أبو سعيد الخدري و عمر و غيرهم .
1 - أما حديث أبي هريرة ، فأخرجه البخاري ( 4 / 146 ) و في " الأدب المفرد "
( 860 ) و مسلم ( 7 / 50 ) و أبو داود ( 5009 ) و الترمذي ( 2 / 139 ) و ابن
ماجه ( 3759 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 370 ) و أحمد ( 2 / 288 ،
355 ، 391 ، 478 ، 480 ) من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عنه . و قد صرح الأعمش
بالتحديث في رواية البخاري . و تابعه عاصم عن أبي صالح به عند الطحاوي .
أخرجه أحمد ( 2 / 331 ) . و تابعه أبو معمر عن أبي صالح به .
لكني لم أعرف أبا معمر هذا .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
2 - و أما حديث ابن عمر . فأخرجه البخاري في " الصحيح " و في " الأدب المفرد "
( 870 ) و الدارمي ( 2 / 297 ) و أحمد ( 2 / 39 ، 96 ، 223 ) عن حنظلة عن سالم
عنه .
3 - و أما حديث سعد بن أبي وقاص ، فأخرجه مسلم و الترمذي و ابن ماجه ( 3760 )
و أحمد ( 1 / 175 ، 181 ، / 8 / ) و أبو يعلى ( ق 53 / 1 ، 54 / 1 ) و أبو
عبيد القاسم بن سلام في " غريب الحديث " ( ق 7 / 1 ) من طرق عن شعبة عن قتادة
عن يونس بن جبير عن محمد بن سعد عن سعد به .
و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
و رواه حماد بن سلمة فقال : عن قتادة عن عمر بن سعد بن مالك عن سعد به .
أخرجه أحمد ( 1 / 175 ) .
4 - و أما حديث أبي سعيد ، فأخرجه مسلم و أحمد ( 3 / 8 ، 41 ) من طريق ليث عن
ابن الهاد عن يحنس مولى مصعب بن الزبير عنه قال :
" بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ، ينشد ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا الشيطان ، أو : أمسكوا الشيطان ، لأن
يمتلئ ... " .
5 - و أما حديث عمر ، فأخرجه الطحاوي من طريق خلاد بن يحيى قال :
حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن حريث عن عمر بن الخطاب به .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط البخاري .
و في الباب عن جماعة آخرين من الصحابة ، خرج أحاديثهم الحافظ الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ، فمن شاء الاطلاع عليها فليرجع إليه ( 8 / 120 ) .
قلت : و كل هذه الأحاديث عن هؤلاء الصحابة موافقة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه
و ذلك مما يدل على صدقه و حفظه .
و قد كتبت هذا التحقيق ردا على بعض الشيعة و المتشيعين من المعاصرين الذين
يطعنون في أبي هريرة رضي الله عنه أشد الطعن و ينسبونه إلى الكذب على النبي
صلى الله عليه وسلم و الافتراء عليه ، حاشاه من ذلك ، فقد زعم أبو ريا من
أذنابهم - عاملهم الله بما يستحقون - أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يحفظ
الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كما نطق به ، و زعم أن في آخره زيادة لم يذكرها
أبو هريرة ، و هي : " هجيت به " و أن عائشة حفظت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم
و ردت به على أبي هريرة ، و كل ذلك مما لا يصح إسناده كما بينته في " سلسلة
الأحاديث الضعيفة " ( رقم 1111 ) .
و نحن و إن كنا لا ننكر جواز وقوع النسيان من أبي هريرة - على حفظه - لأنه ليس
معصوما ، و لكنا ننكر أشد الإنكار نسبته إلى النسيان بل الكذب لمجرد الدعوى
و سوء الظن به ، و هذا هو المثال بين أيدينا ، فإذا كان جائزا كما ذكرنا أن
يكون أبو هريرة لم يحفظ تلك الزيادة المزعومة ، فهل يجوز أن لا يحفظها أيضا
أولئك الجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ !
على أن هذا الحديث في سياقه ما يدل على بطلان تلك الزيادة من حيث المعنى ، فإنه
لم يذم الشعر مطلقا ، و إنما الإكثار منه ، و إذا كان كذلك فقوله " هجيت به " ،
يعطي أن القليل من الشعر الذي فيه هجاؤه صلى الله عليه وسلم جائز ، و هذا باطل
و ما لزم منه باطل فهو باطل !
جاء في " فيض القدير " :
" و قال النووي : هذا الحديث محمول على التجرد للشعر بحيث يغلب عليه ، فيشغله
عن القرآن و الذكر . و قال القرطبي : من غلب عليه الشعر ، لزمه بحكم العادة
الأدبية الأوصاف المذمومة ، و عليه يحمل الحديث ، و قول بعضهم : عنى به الشعر
الذي هجي به هو أو غيره ، رد بأن هجوه كفر كثر أو قل ، و هجو غيره حرام و إن قل
فلا يكون لتخصيص الذم بالكثير معنى " .
و ما ذكره عن النهي هو الذي ترجم به البخاري في " صحيحه " للحديث فقال :
" باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله " .
و تقدمه إلى ذلك الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام ، فقال بعد أن ذكر قول البعض
المشار إليه :
" و الذي عندي في هذا الحديث غير هذا القول ، لأن الذي هجى به النبي صلى الله
عليه وسلم لو كان شطر بيت لكان كفرا ، فكأنه إذا حمل وجه الحديث على امتلاء
القلب منه أنه قد رخص في القليل منه ، و لكن وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر
حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن و عن ذكر الله ، فيكون الغالب عليه ، فأما إذا
كان القرآن و العلم الغالبين عليه ، فليس جوفه ممتلئا " .