تشریح:
وضاحت:
۱؎: قبا میں وہ لوگ ہیں جو پسند کرتے ہیں کہ وہ پاک رہیں اور اللہ پاک رہنے والوں کو محبوب رکھتا ہے (التوبة: ۱۰۸)۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح، وصححه النووي والحافظ ابن حجر) .
إسناده: ثنا محمد بن العلاء: اْخبرنا معاوية بن هشام عن يونس بن الحارث
عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرةوهذا إسناد ضعيف: يونس بن الحارث ضعيف.
وشيخه إبراهيم بن أبي ميمونة مجهول؛ قال الذهبي: " ما روى عنه سوى
يونس بن الحارث ".
والحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه والبيهقي عن المصنف... بهذا
الإسناد. وقال الترمذي:
" حديث غريب من هذا الوجه ". وقال الحافظ فما "التلخيص " (1/525)
- وسبقه النووي في "المجموع " (2/99) -:
" إسناده ضعيف ".
قلت: لكن الحديث له شواهد كثيرة يرقى بها إلى درجة الصحيح:
فمنها: ما عند أحمد (3/422) من طريق أبي أويس: ثنا شُرَحْبِيلُ عن عُويمِ
ابن ساعدة الأنصاري أنه حدثه:
أنّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاهم في مسجد قباء، فقال:
" إنّ الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم،
فما هذا الطُهور الذي تطهرون به؟ ".
قالوا: والله يا رسول الله! ما نعلم شيئاً؛ إلا أنه كان لنا جيران من اليهود،
فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط؛ فغسلنا كما غسلوا.
وهذا إسناد حسن.
رواه ابن خزيمة في "صحيحه " (1/14/2) .
ثم رأيته في "المستدرك " (1/155) ؛ وصححه، ووافقه الذهبي.ومنها: ما أخرجه الحاكم (1/187) ، وعنه البيهقي من طريق محمد بن
إسحاق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس:
{ فيه رجال يحيون أن يتطهروا} ؛ قال: لما نزلت هذه الأية؛ بعث رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عُويمِ بن ساعدة فقال:
" ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به؟ ". قالوا: يا نبي الله! ما خرج منا
رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل دبهره- أو قال: مقعدته-، فقال النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" ففي هذا ". وقال الحاكم:
" هذا حديث صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!
وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن مسلماً إنما روى لابن إسحاق مقروناً بغيره.
وثانياً: هو مدلس؛ وقد عنعنه.
وله شاهد ثالث من حديث جابر وأبي أيوب وأنس جميعاً:
رواه ابن ماجه وغيره، وقد صححه النووي (2/99) ، وسوف نخرجه ونتكلم
على إسناده في "صحيح ابن ماجه "- إن شاء الله تعالى- رقم (...) .
(تنبيه أول) : قد تبين لك أنه ليس في شيء من هذه الأحاديث ذكر الحجارة
مع الماء، وقد اشتهر على الألسنة أنهم كانوا يجمعون بينهما؛ بل جاء الحديث في
"المهذب " بلفظ:
" قالوا: نتبع الحجارة الماء "! فقال النووي:
" كذا يقوله أصحابنا وغيرهم في كتب الفقه والتفسير، وليس له أصل في
كتب الحديث ".
ولعله أراد ليس له أصل صحيح؛ وإلا فقد رواه البزار بلفظ "المهذب" لكن
إسناده ضعيف، كما قال الحافظ في "البلوغ "، و "التلخيص ".
وأقول: إنه منكر؛ لخالفته لجميع من روى هذا الحديث من الثقات.
(تنبيه ثان) : وهم في حديث أبي هريرة- هذا- عالمان فحلان:
أحدهما: ابن العربي؛ حيث قال في "تفسيره " (1/415) :
" وهذا حديث لم يصح " ا
وهذا فيه إسراف ظاهر، فالحديث صحيح لا شك فيه؛ لما سبق من الشواهد
وغيرها، ولو قال: (إسناده لم يصح) ؛ لصدق.
والآخر: الحافظ ابن حجر؛ حيث قال في "الفتح " (7/195) : إن
" إسناده صحيح "!
وهو غير صحيح إ! بل ضعيف يشهادة الحافظ نفسه؛ كما نقلناه عنه.