تشریح:
نوٹ: (لیکن (فأسلم الأعرابي) کا لفظ ثابت نہیں ہے، سند میں محمد بن اسماعیل سے مراد امام بخاری ہیں، اور محمد بن سعید بن سلیمان الکوفی ابوجعفر ثقہ ہیں، لیکن شریک بن عبداللہ القاضی ضعیف ہیں، شواہد کی بنا پر حدیث صحیح ہے، فأسلم الأعرابي یعنی اعرابی مسلمان ہو گیا، کا جملہ شاہد نہ ہونے کی وجہ سے ضعیف ہے، الصحیحة: ۳۳۱۵)
الحکم التفصیلی:
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
وللأعمش فيه شيخ آخر، فقال: عن أبي ظبيان عن ابن عباس به نحوه، لكنه قال في آخره:
فقال العامري: يا آل بني عامر! ما رأيت كاليوم رجلاً أسحر!
أخرجه الدارمي (1/13)، وأحمد (1/223)، والبيهقي أيضاً (6/15- 16). قلت: وإسناده صحيح أيضاً .
وتابعه سماك عن أبي ظبيان به إلا أنه قال: فأسلم الأعرابي.
أخرجه البخاري في " التاريخ " (2/ 1/3)، وعنه الترمذي (3632)، وابن سعد (1/182)، والحاكم (2/620)، ومن طريقه: البيهقي أيضاً (6/15)، والطبراني في "الكبير"(12/110/12622)من رواية شريك عنه. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح "! وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! كذا قالا! وشريك- وهو ابن عبدالله القاضي- لم يخرج له مسلم إلا متابعة؛ على ضعف فيه. وقد تنبه لهذا المعلق على "مسند أبي يعلى"؛ ولكنه غفل عن شيء آخر، فقال عقبه: "نقول: نعم، شريك ضعيف، لكن تابعه عليه الأعمش؛ كما تقدم ".
قلت: تلك متابعة قاصرة؛ إذ ليس في حديث الأعمش عن شيخه الأول أن الأعرابي أسلم، بل في روايته عن شيخه الثاني ما ينافيه، وهو اتهامه للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالسحر! ولا يعارضه قول شيخه الأول: والله! لا أكذبه في شيء أبداً؛ لأن هذا لا يستلزم الإسلام، بل هو على حد قوله تعالى في اليهود: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )، ومع ذلك فقد عاندوا ولم يسلموا. ولذلك قال ابن كثير في "التاريخ " (6/124) عقب هذا القول:
"وهذا يقتضي أنه سالم الأمر، ولم يجب من كل وجه ".
وخالف البيهقي؛ فقال (6/17):
"في هذه الرواية تصديق الرجل إياه؛ كما هو في رواية سماك- يعني: برواية شريك عنه-، ويحتمل أنه توهمه سحراً، ثم علم أنه ليس بساحر، فآمن وصدق. والله أعلم ".
فأقول: لا شك في تَوَهُّمِهِ المعجزة سِحْراً، وإنما الشك في إيمانه بعد ذلك، وهذا ما تفرد به شريك، وهو ضعيف عند التفرد، فكيف إذا خالف؟!
نعم ؛ قد روي إسلام الرجل في قصة تشبه هذه، لكنها لا تصح؛ لأنها من رواية حِبَّان بن علي: ثنا صالح بن حَيَّان عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال:
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أَرِنِي آية، قال: "اذهب إلى تلك الشجرة، فادعها"....... الحديث نحوه وفيه: فقام الرجل، فقبّل رأسه ويديه ورجليه، وأسلم.
أخرجه البزار في "مسنده " (3/132- 133- كشف الأستار)، وكذا ابن الأعرابي في "كتاب القُبَلِ " (ص 6)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 332- 333). وقال البزار:
"لا نعلم من رواه عن صالح إلا حبان، ولا نعلم يروى في تقبيل الرأس إلا هذا " .
قلت: وإسناده ضعيف؛ لأن كلاً من صالح وحبان ضعيف ؛ كما في " التقريب " وغيره. وفي الباب قصة أخرى نحو حديث الترجمة من رواية ابن عمر- رضي الله عنهما- بسند صحيح عند البزار وغيره، صححه ابن حبان وغيره، وهو مخرج في " ا لمشكاة " برقم (5925). وقد خلط الشيخ حبيب الأعظمي- عفا الله عنا وعنه- في تعليقه عليه في "كشف الأستار" (3/133) بينه وبين حديث عمر- رضي الله عنه-؛ يرويه من طريق علي بن زيد عن أبي رافع عنه، فقال في التعليق عليه: "قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى أيضاً، والبزار (8/292) . قلت (الأعظمي): وفي إسناده علي بن زيد، وهو حسن الحديث عند الهيثمي والبزار"!
قلت: ومحل الخلط أنه زعم أن في حديث ابن عمر عند البزار علي بن زيد- وهو ابن جدعان-! وهو وهم محض، وإنما هو في إسناد حديث عمر كما رأيت. وقد ذكره الهيثمي في مكان آخر، وقال فيه (9/ 10): "رواه البزار وأبو يعلى، وإسناد أبي يعلى حسن "!
قلت: وتخصيصه أبا يعلى بالذكر خطأ، وكذلك تحسينه لإسناده؛ فإنه عنده - كالبزار- من طريق علي بن زيد، وهو ضعيف. وكذلك تخصيصه الطبراني بالذكر دون البزار، ولو أنه عكس لأصاب؛ لأن الطبراني رواه من طريق شيخه (الفضل بن أبي روح البصري)، ولم يوثقه أحد، بل إن الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - لم يعرفه ، فلم يذكره في كتابه الفريد: "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني "، وقد روى له في "معاجمه " الثلاثة نحو خمسة أحاديث هذا أحدها ، ولكني أيضاً لم أجد له ترجمة ، بينما البزار- مع كونه أعلى طبقة منه- قد رواه عن شيخه (علي بن المنذر)، وهو ثقة كما قال الذهبي، ومن رجال "التهذيب "؛ فكان الواجب ذكره دون الطبراني، كما لا يخفى على أهل العلم . * وجوب التطهر من الغائط