تشریح:
(1) اس حدیث میں اس آیت مبارکہ کی طرف اشارہ ہے ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عـهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾ (الاحزاب:23) مومنوں میں سے ایسے لوگ بھی ہیں جنہوں نے جو عہد اللہ سے کیا تھا، اسے سچا کر دکھایا۔ بعض نے تو اپنا وعدہ پورا کر دیا اور بعض (موقع کے) منتظر ہیں اور انہوں نے (اپنے عزم میں) کوئی تبدیلی نہیں کی۔
(2) اس میں حضرت طلحہ رضی اللہ عنہ کا شرف ہے کہ انہیں شہادت سے پہلے وعدہ پورا کرنے والا قرار دے دیا گیا۔ گویا انہوں نے اب تک جو کار ہائے نمایاں انجام دیے ہیں وہ اتنے زیادہ اور اتنے عظیم ہیں کہ انہیں شہادت سے پہلے ہی شہیدوں کے بلند مقام کا حامل قرار دیا جا سکتا ہے۔
(3) اس میں ان کے مخلص مومن ہونے کی گواہی بھی ہے اور یہ کہ ان کا اللہ سے کیا ہوا وعدہ، ایک سچا وعدہ ہے جو خلوص قلب سے کیا گیا ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 195 :
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 1 / 155 ) أخبرنا سعيد بن منصور قال :
أنبأنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت :
" إني لفي بيتي ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصحابه بالفناء ، و بيني
و بينهم الستر ، أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فذكره .
و كذا رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 232 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية "
( 1 / 88 ) من طريق أخرى عن صالح بن موسى به . و رواه أيضا الطبراني في
" الأوسط " كما في " المجمع " ( 9 / 148 ) و قال :
" و فيه صالح بن موسى و هو متروك " .
قلت : و لم ينفرد به ، فقد رواه إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة
قال : " بينما عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر : أبي خير من
أبيك ، فقالت عائشة أم المؤمنين : ألا أقضي بينكما ؟ إن أبا بكر دخل على النبي
صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار ، قالت : فمن
يومئذ سمي عتيقا ، و دخل طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" أنت يا طلحة ممن قضى نحبه " .
أخرجه الحاكم ( 2 / 415 / 416 ) و قال : " صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : بل إسحاق متروك ، قاله أحمد " .
قلت : و مع ضعفه الشديد ، فقد اضطرب في إسناده ، فرواه مرة هكذا ، و مرة قال :
عن موسى بن طلحة قال : " دخلت على معاوية ، فقال : ألا أبشرك ؟ قلت : بلى قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " طلحة ممن قضى نحبه " .
أخرجه ابن سعد ( 3 / 1 / 155 - 156 ) و الترمذي ( 2 / 219 ، 302 ) و قال :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و إنما روي عن موسى بن طلحة عن
أبيه " .
قلت : ثم ساقه هو و أبو يعلى ( ق 45 / 1 ) و الضياء في " المختارة "
( 1 / 278 ) من طريق طلحة بن يحيى عن موسى و عيسى ابني طلحة عن أبيهما طلحة
أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل : سله عمن قضى نحبه
من هو ؟ و كانوا لا يجترؤون على مسألته ، يوقرونه و يهابونه ، فسأله الأعرابي ،
فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ، ثم إني اطلعت من باب المسجد و علي ثياب خضر ،
فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أين السائل عمن قضى نحبه ؟ قال :
أنا يا رسول الله ، قال : هذا ممن قضى نحبه .
و قال : " هذا حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم ، غير أن طلحة بن يحيى ، تكلم فيه
بعضهم من أجل حفظه ، و هو مع ذلك لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن .
و لم ينفرد بالحديث ، فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 13 / 2 )
عن سليمان بن أيوب حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال :
" من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله "
قلت : و هذا سند ضعيف سليمان هذا صاحب مناكير ، و قال ابن مهدي : " عامة
أحاديثه لا يتابع عليها " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 149 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه سليمان بن أيوب الطلحي ، و قد وثق ، و ضعفه جماعة ،
و فيه جماعة لم أعرفهم " .
و للحديث شاهد جيد مرسل بلفظ :
" من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " .
أخرجه ابن سعد ( 3 / 1 / 156 ) : أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال :
حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
قلت : و هذا مرسل صحيح الإسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين .
ثم إن صالح بن موسى الذي في الطريق الأول قد رواه بإسناد آخر و لفظ آخر و هو :
" من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله "
.