تشریح:
فوائد و مسائل: اس روایت کی سند میں ایک راوی ابن جریج ہے۔ اس سے غلطی ہوئی ہے یا ابراہیم بن محمد بن ابو عطاء نے غلطی کی ہے۔ اس لئے یہ روایت ان الفاظ کے ساتھ صحیح نہیں ہے۔ اصل میں یہ فضیلت جہاد کے موقع پر سرحدوں کی حفاظت کرنے والے کےلئے ہے۔ صحیح مسلم میں حضرت سلمان رضی اللہ تعالیٰ عنہ سے روایت ہے۔ رسول اللہﷺ نے فرمایا۔ ایک دن رات سرحد پرٹھرنا ایک مہینے کے روزوں اور قیام سے بہتر ہے۔اور اگر وہ (محاذ پر ٹھرنے کے دوران میں) فوت ہوگیا تو اس کا وہ عمل جاری رہے گا۔ جو وہ کرتا تھا۔ (اس عمل کا ثواب مرنے کے بعد بھی اسے ملتا رہے گا۔) اور اس کا رزق اسے ملتا رہے گا۔ اور وہ آزمائش سے محفوظ رہے گا۔ (صحیح مسلم، الإمارۃ، باب فضل الرباط فی سبیل اللہ عزوجل، حدیث:163)
الحکم التفصیلی:
قلت : وكذبه ابن معين مطلقاً ، وكذا أبو داود .
وخالفهم جميعاً : الحسن بن قتيبة فقال : حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن عمرو عن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص 66 - زوائده) : حدثنا الحسن ابن قتيبة به .
ومن طريق الحارث : أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 200-201) ، وقال :
________________________________________
"غريب من حديث عبد العزيز عن محمد ، ما كتبناه عالياً إلا من حديث الحسن" .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الدارقطني ، وقال الذهبي :
"هو هالك" .
وخالفه حفص بن عمر البصري ؛ فقال : عن عبد العزيز بن أبي رواد عن طلق عن جابر بن عبد الله مرفوعاً بلفظ :
"من مات غريباً أو غريقاً ؛ مات شهيداً" .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 203) . وقال :
"غريب من حديث عبد العزيز عن طلق ، لم نكتبه إلا من حديث الباوردي عن حفص" .
قلت : وهو ابن عمر بن ميمون العدني أبو إسماعيل ؛ الملقب بالفرخ ، فهو الذي ذكروا له رواية عن عبد العزيز بن أبي رواد ، وهو متروك كما قال الدارقطني .
وجملة القول ؛ أن الحديث ليس في شيء من طرقه ما يشد من عضده ، ولذلك ؛ فإن ابن الجوزي ما جانف الصواب حين حكم عليه بالوضع ، لا سيما وقد قال :
"قال أحمد بن حنبل : إنما هو : "من مات مرابطاً" ، ليس هذا الحديث بشيء" .
ثم روى بإسناده عن إبراهيم بن أبي يحيى الذي في الطريق الأولى ؛ قال :
حدثت ابن جريج بهذا الحديث : "من مات مرابطاً ..." ؛ فروى عني : "من مات مريضاً ..." ، وما هكذا حدثته !
________________________________________
وعقب عليه ابن الجوزي بقوله :
"قلت : ابن جريج هو الصادق" .
قلت : وصدق - رحمه الله - ؛ فإنه لا يجوز تصديق المتهم في طعنه في الصادق الحافظ كما هو الظاهر .
ومن العجيب : قول ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 364) بعد أن أشار إلى طرقه المتقدمة - أو أكثرها - :
"والحق أنه ليس بموضوع ، وإنما وهم راويه في لفظة منه" !!
ثم ذكر قول إبراهيم الآنف الذكر ، ثم قال :
"فالحديث إذاً من نوع المعلل أو المصحف" .
قلت : ولا يخفى على الناقد البصير أن هذا التحقيق صوري شكلي ؛ فإن جزمه بأنه مصحف ، معناه أنه موضوع بهذا اللفظ ، فما قيمة التحقيق المذكور ؟!
تنبيهان :
الأول : قوله في الطريق الأخيرة : "أو غريقاً" ! هكذا وقع في "الحلية" .
وفي "اللآلىء المصنوعة" (2/ 414) - نقلاً عنها - :
"أو مريضاً" . ولعله الأصل . والله أعلم .
والآخر : حديث : "من مات مرابطاً ..." الحديث نحو لفظ الترجمة .
أخرجه أحمد (2/ 404) من طريق ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به .
________________________________________
وابن لهيعة - وإن كان سيىء الحفظ - ؛ فقد تابعه زهرة بن معبد عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن ماجه (2/ 174-175) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (8/ 4/ 2) .
قلت : وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات .
وأما قول المنذري في "الترغيب" (2/ 151) - وتبعه البوصيري في "الزوائد" (172/ 1) - :
"إسناده صحيح" !!
ففيه نظر بينته في "التعليق الرغيب" .
لكن الحديث صحيح بما له من الشواهد ، وقد أشرت إليها في المصدر المذكور .