تشریح:
فوائد و مسائل:
(1) عرفے کے دن اللہ کی رحمت کا دن ہے، اس لیے اس دن روزہ رکھنا مسنون ہے، تاہم حاجیوں کے لیے یہ روزہ رکھنا منع ہے کیونکہ اللہ کے رسول اللہﷺ نے عرفات میں یہ روزہ نہیں رکھا تھا۔ (صحيح البخاري، الصوم، باب صوم يوم عرفة، حديث: ١٩٨٨)
(2) اللہ کا قریب ہونا اور کلام کرنا اس کی صفت ہے جس کی کیفیت بندوں کو معلوم نہیں۔ صفات الہی پر ایمان رکھنا چاہیے لیکن ان صفات کو بندوں کی صفات سے مشابہ نہیں سمجھنا چاہیے۔
(3) حج میں بندے اللہ کی رضا اور رحمت کے حصول کے لیے عرفات میں جمع ہوتے ہیں، اس لیے انھیں یہ رحمت و مغفرت حاصل ہوجاتی ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 106 :
أخرجه مسلم ( 4 / 107 ) و النسائي ( 2 / 44 ) و في " الكبرى " أيضا ( ق 83 / 1 ) و ابن ماجه ( 3014 ) و الدارقطني في " سننه " ( ص 289 ) و كذا البيهقي ( 5 /
118 ) و ابن عساكر في جزء " فضل عرفة " ( ق 2 / 2 ) كلهم من طريق مخرمة بن بكير عن أبيه قال : سمعت يونس بن يوسف يحدث عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . ( تنبيه ) : قد وقع لبعض العلماء بعض الأوهام في متن الحديث ، فوجب بيانها ليكون القراء على حذر منها : أولا : قال
المنذري في " الترغيب " ( 2 / 129 ) بعدما عزاه لمسلم و النسائي و ابن ماجه : " و زاد رزين في " جامعه " فيه : اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت لهم " . فأقول :
هذه الزيادة لا أصل لها في شيء من روايات الحديث التى وقفت عليها ، و قد ذكرت آنفا مخرجيها ، و إنما رويت هذه الزيادة من حديث جابر رضي الله عنه ، لكن فيه
عنعنة أبي الزبير ، مع الاختلاف عليه في لفظه ، و لذلك أوردته في الكتاب الآخر ( 679 ) و هو شاهد قوي لحديث الترجمة ، دون قوله : " فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ " ، و فيه : " ينزل الله إلى السماء الدنيا " ، بدل قوله : " و إنه ليدنو " . و
إنا لنعهد من رزين أنه كثيرا ما يخلط بين حديث و حديث يختلفان في المخرج ، فيسوق أحدهما ثم يضم إليه زيادة من حديث آخر ، دون أن يشير إلى ذلك ، و قد تكون
زيادة لا أصل لها في شيء من طرق الحديث . و الله أعلم . ثانيا : أورد السيوطي حديث الترجمة في " الجامع الكبير " من رواية مسلم و النسائي و ابن ماجه أيضا بلفظ : " عبدا أو أمة " . فهذه الزيادة " أو أمة " لا أصل لها أيضا عندهم ، و
لا عند غيرهم ممن أخرج الحديث . و انطلى أمرها على صاحب " الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير " ، و علي أيضا حينما جعلت " الفتح " قسمين : " صحيح
الجامع الصغير و زيادته " و " ضعيف الجامع الصغير و زيادته " ، فأوردت الحديث في القسم الأول برقم ( 5672 ) ، فمن كان عنده فليعلق عليه بما يدل على أن هذه
الزيادة لا أصل لها . ثالثا : جاء الحديث في " الترغيب " ( 2 / 129 - الطبعة المنيرية ) برواية الثلاثة المذكورين أيضا بلفظ " عبيدا " بصيغة الجمع ، و كذلك وقع في سائر النسخ المطبوعة ، منها مطبوعة مصطفى عمارة ، و يظهر أنه خطأ قديم لعله من المؤلف نفسه ، فقد جاء كذلك في مخطوطة الظاهرية ( ق 139 / 1 ) ، و نبه عليه الحافظ الناجي ، فقال في " العجالة " ( 133 / 2 ) : " كذا وجد في أكثر
نسخنا ، و إنما هو " عبدا " بالإفراد " . رابعا : وقع في " الترغيب " أيضا بلفظ : " ليدنو يتجلى " بهذه الزيادة : " يتجلى " . و كذلك وقع فيما سبقت الإشارة إليه من الطبعات و النسخ ، و هي زيادة منكرة لا أصل لها أيضا في شيء من طرق الحديث و رواياته ، و لا أدري إذا مر عليه الناجي فلم يعلق عليه بشيء ، أو أنها لم تقع في نسخته من " الترغيب " ، غالب الظن الأول ، و ليس كتابه في متناول يدي الآن ، لترجيح أحد الاحتمالين . و هذا الخطأ عندي أسوأ من الذي قبله لأنه مغير لمعنى الحديث ، لأنه تفسير للدنو بالتجلي ، و هذا إنما يجري على قاعدة الخلف و
علماء الكلام في تأويل أحاديث الصفات ، خلافا لطريقة السلف رضي الله عنهم ، كما خالفوهم في تأويل أحاديث نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا <1> بأن المعنى
نزول رحمته . و هذا كله مخالف لما كان عليه السلف من تفسير النصوص على ظاهرها دون تأويل أو تشبيه كما قال تعالى : *( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )* (
الشورى : 11 ) ، فنزوله نزول حقيقي يليق بجلاله لا يشبه نزول المخلوقين ، و كذلك دنوه عز وجل دنو حقيقي يليق بعظمته ، و خاص بعباده المتقربين إليه بطاعته
، و وقوفهم بعرفة تلبية لدعوته عز وجل . فهذا هو مذهب السلف في النزول و الدنو فكن على علم بذلك حتى لا تنحرف مع المنحرفين عن مذهبهم . و تجد تفصيل هذا
الإجمال و تحقيق القول فيه في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، و بخاصة منها " مجموعة الفتاوى " ، فراجع مثلا ( ج 5 / 464 - 478 ) . و قد أورد الحديث على الصواب فيها ( ص 373 ) و استدل به على نزوله تعالى بذاته عشية عرفة ، و بحديث جابر المشار إليه آنفا . [1] و هي أحاديث كثيرة متواترة ، خرجت طائفة كبيرة منها في " الإرواء " ( 449 )
، و في " تخريج السنة " لابن أبي عاصم ( 492 - 513 ) . اهـ .