تشریح:
فوائد و مسائل:
(1) نیند موت کی یاد دلاتی ہے۔ جس کے بعد اٹھ کر اللہ کے سامنے حاضر ہونا ہے اس لئے سوتے وقت قیامت کے عذاب سے پناہ مانگنا مناسب ہے۔
(2) رسول اللہ ﷺ اللہ کے مقرب ترین اور افضل ترین بندے ہیں۔ جن کے بارے میں عذاب کاتصور بھی ممکن نہیں اس کے باوجود آپ ﷺ نے یہ دعا پڑھی۔ تاکہ عبودیت کا اعتراف اور مومنوں کے لئے نمونہ ہو۔
(3) مذکورہ حدیث میں دعا پڑھنے کی بابت یہ مروی نہیں کہ مذکورہ دعا کتنی مرتبہ پڑھنی ہے البتہ ابوداؤد کی ایک روایت میں ہے کہ رسول اللہ ﷺ مذکورہ دعا تین بار پڑھتے تھے دیکھئے: (سنن إبي داؤد، الأدب، مایقول عند النوم، حدیث: 5045)
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 584 :
ورد من حديث البراء بن عازب و حذيفة بن اليمان و حفصة بنت عمر . 1 - أما
حديث البراء فيرويه أبو إسحاق السبيعي ، و قد اختلف عليه في إسناده على وجوه :
الأول : عنه عن البراء به . رواه سفيان الثوري عنه به . أخرجه البخاري في "
الأدب المفرد " ( 1215 ) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 449 / 753 -
تحقيق الدكتور فاروق ) و أحمد ( 4 / 290 و 298 و 303 ) و كذلك رواه زكريا - و
هو ابن أبي زائدة - عنه به . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 9 / 76 / 6588
و 10 / 251 / 9360 ) . و كذلك رواه يونس بن عمرو - و هو ابن أبي إسحاق - قال :
قال أبي : حدثني البراء ابن عازب به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 472 )
و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 2350 - الموارد ) من طريق يونس بن بكير عنه و في
( اليونسين ) كلام من جهة حفظهما ، فيخشى أن يكون أحدهما أخطأ في ذكر التحديث
بين أبي إسحاق و البراء ، و لاسيما و قد رواه أبو يعلى بالسند نفسه عن أبي
إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه ، يعني ابن مسعود ، و قد توبع كما يأتي . و كذلك
رواه شعبة عن أبي إسحاق به . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 709 ) و النسائي (
751 ) لكنه قد خولف كما يأتي . و كذلك رواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق به . أخرجه
ابن حبان ( 2351 ) . و كذلك رواه جمع آخر عنه عند النسائي فلا نطيل الكلام
بذكرهم ، فإن فيمن ذكرنا كفاية . الوجه الثاني : رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن
عبد الله بن يزيد الأنصاري عن البراء بن عازب به . أخرجه أحمد ( 4 / 300 و 301
) و النسائي ( 450 / 755 ) . و عبد الله بن يزيد الأنصاري - و هو الخطمي -
صحابي صغير . الوجه الثالث : يرويه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة و رجل آخر
عن البراء به . أخرجه أحمد ( 4 / 281 ) و أبو يعلى ( 2 / 477 ) و النسائي ( 754
) . الوجه الرابع : رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله
مرفوعا به . أخرجه النسائي ( 756 ) و ابن ماجه ( 3923 - الأعظمي ) و ابن أبي
شيبة ( 9 / 76 / 6589 و 10 / 251 / 9361 ) . و تابعه يونس بن عمرو عن أبيه أبي
إسحاق عند أبي يعلى في رواية كما تقدم في الوجه الأول . الوجه الخامس : رواه
إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن البراء به .
أخرجه النسائي ( 758 ) و الترمذي ( 3396 ) و قال : " هذا حديث حسن غريب من هذا
الوجه " . قلت : و إبراهيم هذا صدوق من رجال الشيخين ، و لكنه يهم كما في "
التقريب " . ثم أشار الترمذي إلى هذه الوجوه الخمسة من الاختلاف ، و لم يذكر
الراجح منها . و الذي يتبين لي أن أصحها الوجه الثالث ، لأن الثوري و شعبة أحفظ
من أصحاب الوجوه الأخرى من جهة ، و لأنهما سمعا من أبي إسحاق قبل اختلاطه من
جهة أخرى . ثم إن رواية شعبة أرجح من رواية الثوري لأمرين : أحدهما : أن فيها
زيادة الواسطة بين أبي إسحاق و البراء ، و زيادة الثقة مقبولة ، و الآخر : أن
أبا إسحاق كان مدلسا ، و قد ذكروا أن شعبة كان لا يروي عنه ما دلسه <1> و عليه
فالإسناد من هذا الوجه صحيح ، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود ثقة و معه
الرجل الآخر الذي قرن به ، فهو و إن لم يسم ، فإنه ينفعه و لا يضره . و الله
أعلم . 2 - و أما حديث حذيفة ، فرواه عنه عن ربعي بن حراش عنه مرفوعا . أخرجه
الترمذي ( 3395 ) و الحميدي ( 444 ) و أحمد ( 5 / 382 ) عن سفيان بن عيينة عن
عبد الملك بن عمير عنه . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . قلت : و هو على
شرط الشيخين ، و هو عند البخاري ( 6312 ) و في " الأدب المفرد " ( 1205 ) و ابن
حبان ( 5507 ) و أحمد ( 5 / 385 و 397 و 399 و 407 ) و النسائي ( 747 ) من طريق
الثوري عن عبد الملك به ، لكن بلفظ : " باسمك أموت و أحيا " ، و زاد : " و إذا
قام قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور " . ثم رواه هو (
6314 ) و ( 6324 ) و أحمد ( 5 / 387 ) و البغوي في " شرح السنة " <2> ، و
الترمذي ( 3413 ) و صححه ، و النسائي ( 857 - 860 ) من طرق أخرى عن عبد الملك و
غيره به . 3 - و أما حديث حفصة ، فيرويه عاصم بن بهدلة [ عن معبد بن خالد ] عن
سواء الخزاعي عنها به ، و زاد : " ثلاث مرار " . أخرجه أبو داود ( 5045 ) و ابن
أبي شيبة ( 10 / 250 / 9358 ) و أحمد ( 6 / 287 و 288 ) و أبو يعلى ( 4 / 1675
و 1681 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 231 - 232 ) و كذا النسائي
فيه ( 452 / 761 ) من طرق عن عاصم به . و ما بين القوسين لأبي داود و رواية
للنسائي و ابن السني . و ليس عند ابن أبي شيبة زيادة " ثلاث مرار " ، و هو
رواية لأبي يعلى . قلت : و في النفس من ثبوت هذه الزيادة شيء ، و ذلك لأمور :
أولا : لأن مدارها على سواء الخزاعي ، و لم يوثقه غير ابن حبان ، و أشار الذهبي
إلى تليين توثيقه ، فقال في " الكاشف " : " وثق " . و كذا الحافظ بقوله في "
التقريب " : " مقبول " . قلت : و عليه فهو مجهول ، و لا يعكر عليه أنه روى عنه
ثقات ثلاثة : المسيب بن رافع و معبد بن خالد و عاصم بن بهدلة كما في " التهذيب
" ، لأني أقول : إن عاصما هو الراوي عن الأولين ، و هو معروف بشيء من الضعف ،
فأخشى أنه لم يحفظ إسناده ، و اضطرب فيه ، فمرة قال : " عن سواء " ، مباشرة ، و
أحيانا رواه بواسطة أحدهما ، و هذا أصح ، لأنه من رواية الثقات عن عاصم ، و
الأولى من رواية حماد بن سلمة عنه ، و في روايته عن غير ثابت البناني كلام
معروف . و ثانيا : لعدم اتفاق الرواة لحديثه عليها كما سبق . و ثالثا : عدم
ورودها في حديث البراء و حذيفة . و الله أعلم . و أما الحافظ فقد تناقض ، فإنه
قال في " الفتح " ( 11 / 115 ) و قد ذكر الحديث من رواية أبي إسحاق عن البراء :
" و سنده صحيح . و أخرجه النسائي أيضا بسند صحيح عن حفصة و زاد : ( و يقول ذلك
ثلاثا ) " ! قلت : و وجه التناقض أنه يعلم أن أبا إسحاق هذا مدلس مشهور بذلك
كما قال هو نفسه في " طبقات المدلسين " ، أورده في الطبقة الثالثة ، و هي طبقة
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ، و
منهم من رد حديثهم مطلقا ، و منهم من قبلهم ، كأبي الزبير المكي . و إذا كان
الأمر كذلك فكيف يصحح إسناده و هو قد عنعنه ، أضف إلى ذلك أن غيره من الثقات -
و فيهم شعبة - قد أدخل بين أبي إسحاق و البراء واسطة ، فلو أنه صحح إسناده من
رواية شعبة عنه ، لكان أصاب ، لما سبق بيانه . و كذلك تصحيحه لسند حديث حفصة ،
و بالزيادة ، و هو يعلم أن فيه سواء الخزاعي ، و قد قال فيه في " التقريب " : "
مقبول " ، كما تقدم . يعني عند المتابعة ، كما نص عليه في المقدمة ، و إن لم
يتابع فلين الحديث . و هو لم يتابع كما عرفت ، فتصحيح الحديث و الحالة هذه خطأ
أيضا . و الله أعلم ، أضف إلى ذلك أن الزيادة ( ثلاث مرار ) لم ترد في الحديثين
الصحيحين : حديث البراء و حديث حذيفة ، و بذلك يتبين أن قول الشيخ عبد القادر
أرناؤوط في تعليقه على " الوابل الصيب " ( ص 127 ) : " و هو حديث صحيح " . فهو
غير صحيح ، و هو كثيرا ما يقول هذا في بعض الأحاديث توهما أو تقليدا . و الله
أعلم . ( تنبيه ) : هذا الدعاء " اللهم قني .. " قد جاء في " صحيح مسلم " و
غيره من طريق ثابت بن عبيد عن عبيد بن البراء عن البراء بلفظ : " كنا إذا صلينا
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه .
قال : فسمعته يقول : رب قني عذابك يوم تبعث ( أو تجمع ) عبادك " . و عبيد هذا
ليس بالمشهور ، حتى أن البخاري لما ذكره في " التاريخ الكبير " ( 3 / 1 / 443 )
لم يزد فيه على قوله : " عن أبيه " ! و نحوه في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 /
402 ) إلا أنه قال : " روى عنه محارب بن دثار " . و لم يزد في " التهذيب " عليه
سوى ثابت بن عبيد هذا ، و لم ينقل توثيقه عن أحد سوى العجلي . و فاته أن ابن
حبان وثقه أيضا ، فذكره في " الثقات " ( 5 / 135 ) لكنه غمز من حفظه ، فقال و
لم يزد : " عن أبيه ، لم يضبطه " . قلت : و كأنه يشير إلى هذا الحديث ، فإن
قوله : " فسمعته يقول .. " ظاهره أنه سمعه يقول ذلك بعد الصلاة إذا أقبل عليهم
بوجهه ، و هو مخالف لكل الطرق المتقدمة عن البراء - و بعضها صحيح - أنه صلى
الله عليه وسلم كان يقوله عند النوم ، فتكون رواية عبيد هذه شاذة في أحسن
الأحوال . و لعله لذلك لم يذكر أبو داود و ابن ماجه ( 1006 ) هذا الدعاء مع
الحديث . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 628 ) . و الله أعلم . ( تنبيه آخر
) : عزاه ابن تيمية في " الكلم الطيب " ( 36 / 29 ) للشيخين ، و تبعه ابن القيم
في " الوابل " و لم يروه مسلم كما تقدم ، و كما في " التحفة " ( 3 / 23 - 24 )
.
[1] قال : ثلاثة كفيتكم تدليسهم : فذكر أبا إسحاق .
[2] و عزاه المعلق عليه لمسلم أيضا ، و هو من أوهامه ، و إنما هو عنده من حديث
البراء بن عازب . اهـ .