تشریح:
کھانا انسانی فطرت کا ایک لازمہ ہے، مگر شریعت کی اتباع میں سحری کا کھانا مبارک کھانا ہوتا ہے۔ چونکہ نبی صلی اللہ علیہ وسلم ناطق وحی ہیں، اپنی مرضی سے کچھ نہیں کہتے، اس لیے اگر کسی کی طبیعت میں سحری کے لیے چاہت نہ بھی ہو تو ایک دو لقمے یا کجھور یا کسی مشروب کے چند گھونٹ ضرور لے لینے چاہئیں تاکہ اس برکت سے حصہ مل جائے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان) . إسناده: حدثنا عمرو بن محمد الناقد: ثنا حماد بن خالد الخياط: ثنا معاوية ابن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رُهْم عن العرباض بن سارية. قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير الحارث بن زياد- وهو الشامي- مجهول، كما قال الذهبي في المغني ؛ تبعاً لابن عبد البر، فقد نقل عنه المنذري - ثم الحافظ- أنه قال فيه: مجهول، وحديثه منكر ! كذا قال! أما أنه مجهول فلا كلام، وإن ذكره ابن حبان في الثقات ؛ فإنه لم يَرْوِ عنه غير يونس هذا؛ كما في الميزان . وأما أن حديثه منكر؛ فإن كان يعني سنداً؛ فَمُسَلَمٌ ، وإن كان يعني متناً؛ فمردود؛ لأن له شواهد يتقوى بها كما يأتي. والحديث أخرجه النسائي (1/304) ، وابن خزيمة (1938) ، وابن حبان (882) ، والبيهقي (4/236) ، وأحمد (4/126 و 127) كلهم من طريق عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية بن صالح... به؛ إلا أن أحمد قال: الغِذاء - بالذال المعجمة في الموضعين-! وهو عنده في الموضع الأول بإسناد المؤلف: ثنا حماد بن خالد الخياط... وأما شواهد الحديث؛ فهي: أولاً: عن المقدام بن مَعْدِي كَرِبَ... مرفوعاً؛ بلفظ: عليكم بغداء السُحور؛ فإنه هو الغد ء البارك . أخرجه النسائي من طريق بقية بن الوليد قال: أخبرني بَحيِز بن سعد عن خالد بن مَعْدَان عنه. وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات، وقد صرح بقية بالتحديث. لكنه قد خولف- هو أو شيخه- في وصله، فرواه النسائي وعبد الرزاق (7600) عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل: هلم إلى الغداء البارك ؛ يعني: السحور. وهذا مرسل صحيح الإسناد؛ فهو شاهد قوي على كل حال، سواءٌ ثبت وصله أو لا. ثانياً: عن أبي الدرداء مرفوعاً... نحوه: أخرجه ابن حبان (881) عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبَيْدِي: حدثنا عمرو بن الحارث- هو ابن الضحاك-: حدثني عبد الله بن سالم عن راشد بن سعد عنه. وهذا إسناد ضعيف؛ إسحاق هذا؛ قال الحافظ: صدوق يهم كثيراً، وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب . وابن الضحاك غير معروف العدالة، كما قال الذهبي، لكنه لم يتفرد به، فقد رواه ابن عدي وغيره من طريق آخر عن راشد بن سعد عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء معاً، وهو مخرج في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1961) ؛ لزيادة وقعت في أوله. ثالثا: عن عائشة قالت: قال رسول الله: قَرِّبِي إلينا الغَدَاءَ المبارك ؛ يعني: السحور، وربما لم يكن إلا ت رتين. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/151) : رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات ! وكذا قال ! وانظر مسند أبي يعلى (4679) . رابعاً: عن ابن عباس قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب يدعوني إلى السحور، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمّاه الغداءَ المبارك. رواه الطبراني في الأوسط ، ومن طريقه الخطيب في التاريخ (1/387) . وقال الطبراني: لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر .
قلت: وهو صدوق لا بأس به، كما قال الحافظ موسى بن هارون الحمال. وسائر رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخ الطبراني أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر الجوهري، وهو ثقة كما قال الخطيب (4/349) .