تشریح:
۱؎: مرسل یہاں منقطع کے معنی میں ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 314 :
روي من حديث أنس و أبي كاهل و عمر بن الخطاب . 1 - أما حديث أنس ، فله عنه
أربعة طرق : الأولى : عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن
أبي ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
أخرجه الترمذي ( 2 / 7 - شاكر ) و أبو سعيد ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 116
/ 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 103 / 2 و 116 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني
في " الفوائد " ( ق 197 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 3 / 61 / 2872 ) . قلت
: و هذا إسناد رجاله ثقات ، لكن أعله الترمذي بالوقف ، فقال : " و قد روي هذا
الحديث موقوفا ، و لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو
عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس . و إنما يروى هذا الحديث عن حبيب ابن أبي حبيب
البجلي عن أنس بن مالك قوله " . قلت : ثم وصله هو و ابن عدي من طريق وكيع عن
خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب ( زاد الترمذي : البجلي ) عن أنس نحوه
موقوفا عليه لم يرفعه . قلت : و هذا ليس بعلة قادحة لأنه لا يقال بمجرد الرأي ،
فهو في حكم المرفوع ، لاسيما و قد رفعه عبد الرحمن بن عفراء الدوسي : حدثنا
خالد بن طهمان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه
هكذا دون ذكر حبيب . أخرجه ابن عدي . و الدوسي هذا صدوق ، و مثله شيخه خالد بن
طهمان إلا أنه كان اختلط ، فلا أدري أسقط منه ذكر حبيب في السند أم من الناسخ ،
و لعل هذا أقرب ، فقد قال ابن عدي : " و هذا الحديث قد ذكر فيه حبيب بن أبي
حبيب ، فروى عنه هذا الحديث طعمة بن عمرو ، و خالد بن طهمان ، رفعه عنه طعمة ،
و رواه خالد عنه مرفوعا و موقوفا ، و لا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا هو صاحب
الأنماط ، أو حبيب آخر ؟! " . قلت : فمن الظاهر من كلام ابن عدي هذا أن في
الرواية المرفوعة عن خالد بن طهمان ( حبيب بن أبي حبيب ) ، فهو يرجح أن السقط
من الناسخ . ثم هو قد ذكر ذلك في ترجمة حبيب بن أبي حبيب صاحب الأنماط ، و لا
أرى أن له علاقة بهذا الحديث ، لاسيما و هو متأخر الطبقة ، فإنه من أتباع
التابعين ، روى عن قتادة و غيره ، فهو إما حبيب بن أبي حبيب البجلي كما هو
مصرح به في رواية الترمذي ، و إما حبيب بن أبي ثابت كما في رواية الترمذي و
غيره ، لكن وقع في رواية ابن عدي : " عن حبيب - قال أبو حفص : و هو الحذاء " .
فلعل الحذاء لقب حبيب بن أبي ثابت عند أبي حفص ، و هو عمرو بن علي الفلاس
الحافظ ، فتكون فائدة عزيزة لم يذكروها في ترجمة ابن أبي ثابت . و الله سبحانه
و تعالى أعلم . و جملة القول : إن الحديث يدور على حبيب بن أبي ثابت أو حبيب بن
أبي حبيب ، و كلاهما ثقة ، لكن الأول أشهر و أوثق ، إلا أنه مدلس ، فإن كان
الحديث حديثه فعلته التدليس ، و إن كان الحديث حديث ابن أبي حبيب البجلي - و به
جزم البيهقي كما يأتي - فعلته اختلاط خالد بن طهمان الراوي عنه ، لكنه يتقوى
بمتابعة طعمة له ، و كذلك يتقوى في حال كون الحديث محفوظا عن الحبيبين ، كما هو
ظاهر لا يخفى لذي عينين . الثانية : ثم قال الترمذي : " و روى إسماعيل بن عياش
هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى
الله عليه وسلم نحو هذا . و هذا حديث غير محفوظ ، و هو مرسل ، و عمارة بن غزية
لم يدرك أنس بن مالك " . قلت : وصله ابن ماجه ( 798 ) : حدثنا عثمان بن أبي
شيبة : حدثنا إسماعيل بن عياش به ، و لفظه : " من صلى في مسجد جماعة أربعين
ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء ، كتب الله له بها عتقا من النار "
. و أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 275 ) من طريق آخر عن إسماعيل بلفظ
: " الظهر " ، مكان " العشاء " . و رواه سعيد بن منصور أيضا في " سننه " كما في
" التلخيص الحبير " ( 2 / 27 ) عن إسماعيل ، و هو ضعيف في غير الشاميين ، و هذا
من روايته عن مدني ، كما قال الحافظ ، و ذكر الدارقطني الاختلاف فيه في " العلل
" و ضعفه ، و ذكر أن قيس بن الربيع و غيره روياه عن أبي العلاء عن حبيب بن أبي
ثابت : قال : " و هو وهم ، و إنما هو حبيب الإسكاف " . الثالثة : عن يعقوب بن
تحية قال : حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى
أربعين يوما في جماعة : صلاة الفجر ، و عشاء الآخرة أعطي براءتين ... " الحديث
. أخرجه أبو المظفر الجوهري في " العوالي الحسان " ( ق 161 / 1 - 2 ) و الخطيب
في " التاريخ " ( 14 / 288 ) و ابن عساكر ( 15 / 127 / 2 ) من طرق عن يعقوب به
. أورده الخطيب في ترجمة يعقوب هذا ، و سماه يعقوب بن إسحاق بن تحية أبو يوسف
الواسطي ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، إلا أنه ساق له بعض الأحاديث التي
تدل على حاله ، و قال الذهبي : " ليس بثقة ، و قد اتهم " . ثم ساق له بسنده
المذكور عن أنس مرفوعا : " إن من إجلالي توقير المشايخ من أمتي " ، و قال : "
قلت : هو المتهم بوضع هذا " . و أورد هذه الطريق ابن الجوزي في " العلل " من
حديث بكر بن أحمد بن يحيى الواسطي عن يعقوب بن تحية به . و قال : " بكر و يعقوب
مجهولان " . ذكره الحافظ و أقره ، و فاته أن بكرا قد توبع عند الخطيب و غيره ،
كما أشرت إلى ذلك آنفا بقولي في تخريجه : " من طرق عن يعقوب " . فالعلة محصورة
في يعقوب وحده . الرابعة : عن نبيط بن عمرو عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى في
مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة ، كتبت له براءة ... " الحديث . قلت : و
نبيط هذا مجهول ، و الحديث بهذا اللفظ منكر ، لتفرد نبيط به و مخالفته لكل من
رواه عن أنس في متنه كما هو ظاهر ، و لذلك كنت أخرجته قديما في " الضعيفة " (
رقم 364 ) فأغنى ذلك عن تخريجه هنا . و من الغرائب أن بعض إخواننا من أهل
الحديث تسرع فكتب مقالا نشره في " مجلة الجامعة السلفية " ذهب فيه إلى تقوية
هذا الحديث المنكر ، متجاهلا جهالة نبيط هذا ، و مخالفة متن حديثه للطرق
المتقدمة . و لقد اضطررت أن أقول : " متجاهلا " لأنه في رده على الغماري في بعض
أحاديث التوسل قد صرح بأن توثيق ابن حبان لا يوثق به عند العلماء ! ثم رأيناه
قد وثق هو به ، فوثق نبيطا هذا تبعا له ، و ليس له إلا راو واحد ، و مع ذلك
ففيه ضعف . و لله في خلقه شؤون . و مما يؤكد نكارته الشاهد الآتي لحديث الترجمة
: 2 - و أما حديث أبي كاهل ، فيرويه الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور
عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... ، فذكر
حديثا طويلا ، و فيه : " اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما و أربعين
ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى ، كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يوم
المعطش " . أخرجه الطبراني ( 18 / 361 - 362 ) و العقيلي ( ص 353 ) في ترجمة
الفضل هذا ، و قال : " إسناده مجهول ، و فيه نظر " . و قد ساقه المنذري بطوله
في " الترغيب " ( 4 / 139 - 140 ) من رواية الطبراني ، ثم قال : " و هو بجملته
منكر ، و تقدم في مواضع من هذا الكتاب ما يشهد لبعضه ، و الله أعلم بحاله " . و
الخلاصة : فالحديث بمجموع طرقه الأربعة عن أنس حسن على أقل الأحوال ، و بقية
الطرق إن لم تزده قوة . فلن تؤثر فيه ضعفا . و الله تعالى أعلم . ثم رأيت
البيهقي رحمه الله جزم بأن حبيبا في الطريق الأولى هو حبيب ابن أبي حبيب البجلي
أبو عمير ، و أن من قال في السند : " حبيب بن أبي ثابت فقد أخطأ " . ثم ساقه من
طريق طعمة ، و من طريق خالد بن طهمان على الصواب . فأحدهما يقوي الآخر كما سبق
. و الله تعالى أعلم . 3 - و أما حديث عمر بن الخطاب ، فأخرجه ابن ماجه و ابن
عساكر كما تقدم في الطريق الثانية عن أنس مع بيان علته . ( تنبيه ) : تبين فيما
بعد أن الحديث سبق مخرجا في المجلد الرابع برقم ( 1979 ) لكن لما رأيت أن
تخريجه هنا أوسع و أنفع منه هناك رأيت الاحتفاظ به هنا . " و ما قدر يكن " .