تشریح:
نوٹ: (سند میں مطلب اور ابن جریج دونوں مدلس راوی ہیں اور عنعنہ سے روایت ہے، نیز دونوں (مطلب اور انس) کے درمیان سند میں انقطاع بھی ہے، ملاحظہ ہو ضعیف أبی داؤد: ۱/ ۱۶۴)
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده ضعيف؛ لأن ابن جريج والمطلب بن عبد الله كلاهما
مدلس، وقد عنعناه. وقد ضعفه البخاري، والترمذي فقال: " حديث غريب،
لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وذاكرت به محمد بن إسماعيل- يعني: البخاري-
فلم يعرفه. قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعاً من أحد من
أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا قوله: حدثني منْ شهِد خطبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . قال:
" وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن- هو الدارمي الحافظ صاحب " السنن "
المعروف بـ " المسند " - يقول: لا نعرف للمطلب سماعاً من أحد من أصحاب
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قال عبد الله: وأنكر علي بنُ المديني أن يكون المُطلِبُ سمع من
أنس " . وقال القرطبي: " الحديث غير ثابت " . وقال الحافظ: " في إسناده
ضعف " . ومِنْ ثم رمز له السيوطي بالضعف) .
إسناده: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزّاز: ثنا عبد المجيد بن
عبد العزيز بن أبي روّادٍ عن ابن جريج.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله موثقون؛ لكنه معلول في موضعين:
الأول: الانقطاع بين ابن جريج والمطلب.
والأخر: بين المطلب وأنس.
أما الأول؛ فقال الحافظ في " طبقات المدلسين " في المرتبة الثالثة:
" عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، فقيه الحجاز، مشهور بالعلم
والتثبت، كثير الحديث، وصفه النسائي وغيره بالتدليس. قال الدارقطني: شر
التدليس تدليس ابن جريج؛ فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من
مجروح " .
وأما الأخر: فبِهِ أعلّه البخاري والترمذي وغيرهما، كما هو مذكور آنفاً.
ولذلك قال القرطبي:
" الحديث غير ثابت " . وقال الحافظ في " الفتح " (9/70) :
" في إسناده ضعف " .
ومِنْ ثمّ رمز له السيوطي في " الجامع " بالضعف.
والحديث أخرجه الترمذي (2/150- 151- طبع بولاق) ، وابن خزيمة
(1297) ... بإسناد المصنف.
وأخرجه من طريقه: البيهقيُّ (2/440) ، وقال:
" ورواه محمد بن إسحاق بن خزيمة في " صحيحه " [140/2]عن عبد الوهاب
ابن الحكيم بن الورّاق " . وقال المنذري في " الترغيب " (1/169) :
" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في " صحيحه " ... " .
وكذا قال في مكان آخر منه (2/212- 213) !
وعزوه لابن ماجه وهم؛ فإنه لم يخرجه في " سننه " ، ولم أجد أحداً عزاه إليه
غيره- كالحافظ في " الفتح " ، وابن تيمية في " المنتقى " ، والسيوطي في " الجامع " ،
والنابلسي في " الذخائر " ، وغيرهم-! بل المنذري نفسه لم يعزه في " مختصره "
(رقم 433) إلا للترمذي وحده.
ثم إن الحافظ قال- إثر قوله السابق-:
" وقد أخرج ابن أبي داود من وجه آخر مرسل... نحوه، ولفظه: " أعظم من
حامل القران وتاركه " ... " .
قلت: ولا ندري ما حال إسناد هذا المرسل، ومنِ الذي أرسله؟! والحافظ- كما
ترى- لم يتعرض لبيان ذلك.
وأرى أنه- على إرساله- ضعيف؛ لأنه لولا ذلك لجعله شاهداً مقوياً لحديث
الباب! والله أعلم.
وفي ذم ناسي القران حديث آخر، رواه المصنف في " الصلاة " من حديث
عبادة بن الصامت، وسيأتي.