تشریح:
۱؎: لیکن یہ مردوں کے لیے ہے، عورتوں کو جوڑا باندھے ہوئے نماز پڑھنے میں کوئی حرج نہیں، عورتوں کو تو نبی اکرم ﷺ نے غسل جنابت تک میں جوڑا کھولنے سے معاف کر دیا ہے، نماز میں عورت کے جوڑا کھولنے سے اس کے بال اوڑھنی سے باہر نکل سکتے ہیں جب کہ عورت کے بال نماز کی حالت میں اوڑھنی سے باہر نکلنے سے نماز باطل ہو جائے گی، نیز ہر نماز کے وقت جوڑا کھول دینے اور نماز کے بعد باندھ لینے میں پریشانی بھی ہے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده حسن، وقال الترمذي: " حديث حسن "، وقال الحافظ ابن حجر: " إسناده جيد "، وصححه ابن حبان (653) ) . إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد الرزاق عن ابن جريج: حدثني عمران بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري يحدث عن أبيه.
قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عمران بن موسى؛ وقد وثقه ابن حبان وروى- عنه غير ابن جريج-: إسماعيل ابن عُلَيَة، وحسن له الترمذي وغيره كما يأتي. والحسن بن علي: هو ابن محصد الخلال الحُلْواني.
واسم أبي سعيد المقبري: كَيْسَان بن سعيد. وكنية ابنه سعيد: أبو سعد المدني. والحديث أخرجه الترمذي (2/223) ، والبيهقي (2/109) من طرق أخرى عن عبد الرزاق.
وأخرجه ابن خزيمة (911) ، وابن حبان (رقم 474) ، والبيهقي من طريق حجاج قال: قال لي ابن جريج... به. وقال الترمذي: "حديث حسن ". ونقل الشوكاني (2/286) عنه أنه صححه. وقال الحافظ في "الفتح " (2/238) - بعد أن عزاه للمصنف: " إسناده جيد ". وأخرجه ابن ماجه (1/323) من طريقين عن شعبة: أخبرني مُخَول قال:
سمعت أبا سعد- رجلاً من أهل المدينة- يقول:
رأيت أبا رافع مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى الحسن بن علي وهو يصلي، وقد عقص شعره، فأطلاقه أو نهى عنه، وقال: نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلي الرجل وهو عاقص شعره. ورواه الدارمي (1/329) من طريق أخرى عن شعبة... به عن أبي رافع قال:
رآني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ساجد؛ وقد عقصت شعري- أو قال: عقدته-، فأطلقه. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي سعد هذا؛ فقال الذهبي: " لا يعرف ". وقال الحافظ: " قيل: هو شُرَحْبِيلُ بن سعد ".
قلت: ويدور في خَلَدِي أنه سعيد بن أبي سعيد المقبري؛ فإن كنيته أبو سعد المدني كما تقدم. وقد وجدت ما يؤيد ذلك من كلام المتقدمين، ففي "العلل " لابن أبي حاتم (رقم 289) : " سألت أبي عن حديث رواه المؤمل بن إسماعيل عن الثوري عن مُخَول عن سعيد المقبري عن أم سلمة قالت: نهانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يصلي الرجل ورأسه معقوص؟ قال أبي: إنما روي عن مخول عن أبي سعيد[كذا]عن أبي رافع، وكنية سعيد المقبري: أبو سعيد[كذا]، وأخطأ مؤمل؛ إنما الحديث عن أبي رافع ".
قلت: كذا في الموضعين: (أبو سعيد) ! والظاهر أنه خطأ مطبعي، والصواب: (أبو سعد) ؛ فإنها كنيته كما ذكرنا آنفاً.
والمقصود: أن أبا حاتم جزم أن حديث مخول: عن سعيد المقبري أبي سعد، وأن مؤملاً أصاب في ذلك، لكنه أخطأ في قوله: عن أم سلمة! وإنما الصواب: عن أبي رافع.
وقد رواه هكذا على الصواب: الإمام أحمد (6/8) - عن عبد الرزاق-، وسحنون في "المدونة" (1/96) - عن وكيع- كلاهما عن سفيان عن مخول عن رجل عن أبي رافع... به مختصراً وأخرجه أحمد أيضا (6/391) عن وكيع.
فإذا ثبت أن أبا سعد هذا هو سعيد المقبري؛ فينتج من ذلك أن للحديث عنه راويين: أحد هما: عمران بن موسى. والأخر: مخول- وهو ابن راشد-. وبذلك يرتقي الحديث إلى الصحة، لولا أنهما اختلفا في شيء من متنه وسنده:
أما الأول: فليس في حديث مخول: " ذلك كفل الشيطان "؛ بل فيه النهي عن ذلك. والأمر فيه يسير، والقاعدة أن يضم هذا إلى ذلك. وأما الآخر: فهو أن مخولاً لم يذكر بين أبي سعد وأبي رافع: أبا سعيد المقبري! ولعل الأصح إثباته؛ أخذاً بالزيادة. والله أعلم. ثم إن حديث أم سلمة أورده الهيثمي في "المجمع " (2/86) ، وقال: " رواه الطبراني في " الكبير"، ورجاله رجال (الصحيح) "! ولست أدري؛ أهو عند الطبراني من طريق مؤمل بن إسماعيل- الذي في
طريق أبي حاتم- أم عن غيره؟ فإن كان الأول؛ فقوله: " ورجاله رجال (الصحيح) "! فيه نظر؛ لأن مؤملأ
هذا إنما أخرج له البخاري تعليقاً. وإن كان الآخر؛ فهو دليل على أن لحديث أم سلمة أصلاً؛ ففيه قوة أخرى
للحديث والله أعلم. ثم وجدت له شاهداً من حديث علي مرفوعاً: ولا تصَلِّ وأنت عاقص شعرك؛ فإنه كفل الشيطان ".أخرجه أحمد (رقم 1243) بسند ضعيف.