تشریح:
فوائد و مسائل:
(1) صحیح مسلم کی ایک روایت میں یہ دعا ان الفاظ میں بھی مروی ہے (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) (صحيح مسلم، الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء، حديث:٢٣٤)
(2) جنت کے دروازے کھول دیے جانے کا مطلب یہ ہے کہ اس کے لیے نیکی کے دروازے کھل گئےہیں۔ جو نیکیاں وہ شخص وضو کے بغیر ادا نہیں کرسکتا تھا اب کرسکتا ہے، لہٰذا اب جو نیکی چاہے انجام دے لے۔ اور یہ مطلب بھی ہے کہ وفات کے بعد اس کے لیے جنت کے سب دروازے کھل جائیں گے۔ اسے جنت میں داخل ہونے میں کوئی رکاوٹ نہیں ہوگی۔
(3) داخل ہونے کے لیے تو ایک دروازہ بھی کافی ہوتا ہے لیکن زیادہ دروازوں کو کھولنا اس کی عزت افزائی کے لیے ہے تاکہ اس کا مقام ومرتبہ واضح ہو اور اسے بہت زیادہ خوشی حاصل ہو۔ واللہ اعلم۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وابن حبان وأبو عوانة في
"صحاحهم ") .
إسناده: حدثنا أحمد بن سعيد الهَمْداني: ثنا ابن وهب: سمعت معاوية
- يعني: ابن صالح- يحدث عن أبي عثمان عن جبيرِ بن نُفَيْرٍ عن عقبة بن عامر.
ثم قال المصنف عقب الحديث: قال معاوية: وحدثني ربيعةُ بن يزيد عن أبي
إدريس عن عقبة بن عامر.
وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أحمد بن سعيد
الهمداني- وهو ابن بر أبو جعفر المصري-؛ وهو ثقة.
__________
(1) زيادة في بعض النسخ؛ كنسخة "عون المعبود"، وليست هي في "مختصر المنذري ".
(1/299)
وأما أبو عثمان؛ فاختلف في من هو؟!
قال أبو بكر بن منجويه: يشبه أن يكون سعيد بن هانئ الخولاتي المصري.
وقال ابن حبان: يشبه أن يكون حريز بن عثمان الرحَبِيّ.
قلت: وكلاهما ثقة؛ فالتردد بينهما لا يضر.
والحديث أخرجه أبو عوانة في "صحيحه " (1/225) : حدثنا بحر بن نصر
قال: ثنا ابن وهب... به؛ وزاد في آخره:
قال معاوية- وهو ابن صالح-: وحدثني عبد الوهاب بن بُخْت عن ليث بن
سليم [وفي الأصل: ابن أبي سليم] ! والظاهر أنه خطأ مطبعي- عن عقبة بن عامر.
فللحديث عن عقبه ثلاثة أسانيد؛ يرويها جميعاً معاوية بن صالح برواية ابن
وهب عنه.
وقد تابعه عن معاوية: ليث- وهو ابن سعد-:
أخرجه أحمد (4/145- 146) : ثنا أبو العلاء الحسن بن سَوار قال: ثنا ليث
عن معاوية.. به.
وتابعه أيضا عبد الله بن صالح الجهني قال: حدثني معاوية بن صالح
الحمصي... به:
أخرجه البيهقي (1/78) ؛ ووقع ليث بن سليم منسوباً عندهما فقالا:
(الجهني) .
وليث بن سليم الجهني مجهول؛ كما في "التعجيل ".
وتابعهم عن معاوية- بإسناديه المذكورين عند المصنف-: عبد الرحمن بن
(1/300)
مهدي: عند مسلم (11/44) ، وأحمد (4/153) ، وعنه البيهقي (1/78
و 2/280) ؛ لكن وقع عنده ذكر الإسناد الثالث أيضا؛ وليس هو في "المسند".
وتابعه زيد بن الحباب أيضا: عند مسلم، وأبي عوانة (1/224- 225) ،
والبيهقي؛ واقتصرا على القول بعد الوضوء.
وروى منه النسائي (1/36) صلاة الركعتين بعده.
وقد كان زيد بن الحباب يضطرب في إسناده أحياناً؛ فقد روى منه القول بعد
الوضوء: النسائي (1/25) - من طريق محمد بن علي بن حرب المروزي-،
والبيهقي (1/78) - من طريق العباس بن محمد الدوري- قالا: ثنا زيد بن الحباب
قال: ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة- وقال الدوري: حدثني ربيعة- بن يزيد عن
أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عقبه بن عامر... وليس عند الدوري: عن
أبي إدريس الخولاني؛ إنما عنده عن أبي عثمان وحده.
فهذا منقطع؛ أخطأ فيه زيد؛ حيث جعله من رواية أبي عثمان عن عقبة!
والصواب أن بينهما جبير بن نفير؛ كما في روايته الأخرى الموافقة لرواية الجماعة.
فهذا وجه من الاضطراب عنه.
ووجه ثان معاكس لهذا؛ فقد أخرج المصنف فيما يأتي (رقم 841) قطعة منه
من طريق عثمان بن أبي شيبة: ثنا زيد بن الحباب: ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة
ابن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن جبير بن نفير الحضرمي عن عقبة بن عامر
الجهني.
وهذا خلاف الذي قبله؛ فقد أدخل بين أبي إدريس وعقبة: جبير بن نفير!
والصواب حذفه؛ فإنما رواه أبو إدريس عن عقبة بدون واسطة؛ كما في رواية
الجماعة والرواية الصحيحة عن زيد.
(1/301)
ووجه ثالث؛ وهو ما أخرجه الترمذي (1/37) : حدثنا جعفر بن محمد بن
عمران الثعلبي الكوفي: حدثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن
يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب
مرفوعاً:
" من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال... " الحديث، وزاد في آخره:
" اللهم! اجعلني من التوابين، واجعلتي من المتطهرين ".
فهذا مثل رواية النسائي المضطربة؛ لكنه أشد اضطراباً منها؛ حيث جعل عمر
ابن الخطاب مكان عقبة بن عامر.
فالصواب أنه من رواية ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس، ومن رواية أبي عثمان
عن جبير؛ كلاهما عن عقبة بن عامر عن عمر بن الخطاب؛ كما في رواية
الجماعة.
ثم قال الترمذي:
" وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا للباب
كبير شيء"!
كذا قال وهو بعيد عن الصواب؛ فقد تبين لك مما حررنا أنفاً أن الاضطراب إنما
هو في رواية زيد بن الحباب وحده، وأن رواية الجماعة- عند مسلم وأبي عوانة
والمصنف وغيرهم- سالة منه؛ فلا يجوز تضعيف الحديث لمجرد اضطراب راوٍ واحد
فيه، قد وافق الجماعة المتابعين له على الصواب. ولذلك قال الحافظ في
"التلخيص " (1/454) - متعقباً كلام الترمذي المذكور-:
" لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض؛ والزيادة التي عنده؛ رواها البزار،
والطبراني في "الأوسط " من طريق ثوبان ولفظه: " من دعا بوَضوء فتوضأ، فساعة
(1/302)
فرغ من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم!
اجعلني من التوابين واجعلتي من المتطهرين... " الحديث ".
قلت: حديث ثوبان هذا؛ سكت عليه الحافظ! وقد أورده الهيثمي في
"المجمع " (1/239) بهذا اللفط؛ ثمّ قال:
" رواه الطبراني في "الأوسط "، و "للكبير" باختصار، وقال في "الأوسط ":
" تفرد به مِسْوَرُ بن مُوَرع "؛ ولم أجد من ترجمه. وفيه أحمد بن سهيل الوراق؛
ذكره ابن حبان في "الثقات ". وفي إسناد " الكبير" أبو سعيد (1) البقال؛ والأكثر
على تضعيفه، ووثقه بعضهم "!
قلت: ورواه ابن السني أيضا (رقم 30) من طريق أبي سعد الأعور عن أبي
سلمة عن ثوبان مرفوعاً.
والأعور: هو البقال؛ وهو ضعيف مدلس، كما في "التقريب ".
ثم ذكر الحافظ أن لفظ رواية البزار عن ثوبان:
" من توضأ فأحسن الوضوء، تمّ رفع طرفه إلى السماء... " الحديث.
قلت: وهذه الزيادة- أعني: رفع الطرف إلى السماء- رويت من طريق أخرى
عن عقبة بن عامر أيضا.
لكن الراوي لها عنه مجهول؛ من أجل ذلك أوردناها في الكتاب الأخر (رقم
24) .
والشاهد المذكور لا يقويه؛ لما بينا هناك فليراجعه من شاء.
__________
(1) كذا في "المجمع " ! وكذلك وقع في ابن السني؛ وهو خطأً! والصواب: أبو سعد.
الإرواء (96) ، صحيح الترغيب والترهيب (219)