تشریح:
فوائد ومسائل: (1) صحابہ کرام رضوان اللہ علیہم اجمعین رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی قربت، خدمت اور حفاظت کو اپنا لازمی فریضہ جانتے تھے۔ تاہم سنن نسائی کی روایت میں ہے کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے حضرت مغیرہ رضی اللہ عنہ کو از خود رکنے کا حکم دیا تھا۔ (سنن نسائي، حدیث:125)۔ (2) صحابہ کرام نبی صلی اللہ علیہ وسلم کے تمام اعمال اور ان کی جزئیات تک کو شریعت کی نظر سے دیکھتے تھے، جیسے کہ اس باب کی روایت میں موزوں پر مسح مذکور ہوا ہے۔ (3) صحابہ کرام اول وقت میں نماز پڑھنے کےعادی تھے۔ (4) رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی طبیعت میں تواضع تھی کہ عام مسلمانوں کے ساتھ صف میں مل کر نماز پڑھی اور یہی حکم شریعت ہے۔ (5) معلوم ہوا کہ افضل مفضول کے پیچھے نماز پڑھ سکتا ہے۔ (6) حضرت عبدالرحمان بن عوف رضی اللہ عنہ کا فضل و شرف ہے کہ صحابہ نے انہیں امامت کے لیے منتخب کیا اور پھر رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے بھی ان کے پیچھے نماز پڑھی۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم، وأبو عوانة في صحيحيهما . وقال أبو حاتم: إنه أصح حديث في الباب) .
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب: حدثني عباد بن زياد.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ غير أحمد بن صالح؛ فهو على شرط البخاري وحده؛ وقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/33/رقم 65) أنه أصح حديث في الباب. والحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه (3/320/2221- الإحسان) من طريق حرملة بن يحيى قال: ثنا ابن وهب... به. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في صحيحيهما ، وكذا ابن خزيمة (3/9/1515) ، والبيهقي (1/274 و 295- 296) ، وأحمد (4/251) ، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 376/ 880) من طريق ابن جريج: حدثني ابن شهاب... به؛ وزاد في آخره: يغبطهم؛ أن صلوا الصلاة لوقتها.
وكذلك رواه صالح عن ابن شهاب؛ أخرجه أبو عوانة، وأحمد (4/249) ، وزادوا أيضا في رواية لهم: قال المغيرة: فأردت تأخير عبد الرحمن، فقال النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه . ورواه مالك (1/57- 58) عن ابن شهاب؛ لكنه أخطأ في إسناده كما بينه الحافظ وغيره. وكذلك أخطأ فيه جعفر بن برقان، فقال: عن الزهري عن حمزة وعروة ابني المغيرة بن شعبة عن أبيهما المغيرة... فذكره نحوه؛ وزاد في آخره: قد أصبتم وأحسنتم! إذا احتبس إمامكم وحضرت الصلاة؛ فقدموا رجلاً يؤمكم . أخرجه ابن حبان (3/321/2222) . قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ لكنه معلول! وقد كشف عن علته: ابن حبان بنفسه، فقال عقبه: قصر جعفر بن برقان في سند هذا الخبر؛ فلم يذكر (عباد بن زياد) فيه؛ لأن الزهري سمع هذا الخبر من عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة بن شعبة، وسمعه عن حمزة بن المغيرة عن أبيه .قلت: أما رواية الزهري عن عباد؛ فقد رواها عنه يونس بن يزيد وابن جريج، كما تقدم. وأما روايته عن حمزة بن المغيرة؛ فلم أرها إلا مختصرة جدّاً: عند الطبراني في المعجم الكبير (20/377/881) من طريق عبد الله بن صالح: حدثني الليث: حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عباد بن زياد عن حمزة بن المغيرة عن أبيه قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومعح على خفيه. وأخرجه أحمد (4/251) من طريق عبد الرزاق، وهذا في المصنف (1/191- 192) من طريق ابن جريج المتقدمة: حدثني ابن شهاب عن عباد بن زياد... بإسناده فساقه بطوله. قال ابن شهاب: فحدثني إسماعيل بن محمد بن سعد عن حمزة بن المغيرة... مثل حديث عباد بن زياد. ومن هذا الوجه: هو عند مسلم (2/26- 27) وغيره.
والمقصود: أن (ابن برقان) خالف الثقات في إسقاطه (عباداً) من الإسناد؛ فلا غرابة- إذن- في تضعيف أحمد وابن معين وغيرهما روايته عن الزهري خاصة. ومن هنا: نستطيع أن نحكم على زيادته في آخر الحديث بالشذوذ والنكارة؛ لخالفته الثقات!