تشریح:
(1) یہ روایت بعض محققین کے نزدیک حسن ہے۔ تفصیل کے لیے دیکھیے (الصحیحة، حدیث:280)
(2) اس سے معلوم ہوا کہ حدیث نبوی وہ علم ہے جو انتہائی توجہ اور شوق سے حاصل کیے جانے کے لائق ہے۔ صحابہ کرام ؓ نے نبی اکرم صلی اللہ علیہ وسلم سے یہ علم حاصل کیا اور آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے انہیں خوش خبری دی کہ ان سے بھی یہ علم حاصل کرنے کے لیے دور دراز سے لوگ آئیں گے۔ چنانچہ ہر دور میں مسلمان اس مبارک علم کے لیے ایک شہر سے دوسرے شہر بلکہ ایک ملک سے دوسرے ملک سفر کرتے رہے ہیں اور کرتے رہیں گے۔
(3) مبارک باد کے لائق ہیں وہ طالبان علوم نبوی جنہیں خوش آمدید کہنے کی وصیت خود نبی اکرم صلی اللہ علیہ وسلم نے کی ہے، دوسرے علوم و فنون کو یہ شرف حاصل نہیں اگرچہ ان کا سیکھنا بھی مسلمان معاشرے کی ضرورت ہے۔
(4) علمائے دین کو چاہیے کہ طلبہ سے شفقت و محبت کا اظہار کریں اور انہیں دینی علوم کے شرف اور مقام و مرتبہ سے آگاہ کریں تاکہ طلبہ توجہ اور محنت سے یہ علم حاصل کریں اور اس سے راستے میں آنے والی مشکلات کو صبر و حوصلہ سے برداشت کریں۔
(5) اُقْنُوهُمْ، (انہیں قابل ذخیرہ چیز دو) کا لفظ قنیة سے ماخوذ ہے اور قنیة اس چیز کو کہتے ہیں جسے جمع کیا جائے اور سنبھال کر رکھا جائے۔ علم بھی ایسی چیز ہے جسے زیادہ سے زیادہ حاصل کرنے کی کوشش کی جانی چاہیے اور پھر اسے یاد رکھا جانا چاہیے۔ لکھ کر، دہرائی اور مذاکرہ کے ذریعے سے اسے ذہن نشین کرنا اور سمجھنا چاہیے تاکہ وہ محفوظ رہے اور فراموش ہو کر ضائع نہ ہو جائے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 503 :
أخرجه تمام في " الفوائد " ( 1 / 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي ) عن
عبد الله بن الحسين المصيصي ، و أبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " ( ق 117 /
1 ) عن موسى بن هارون ، و الرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي و الواعي "
( ق 5 / 2 ) و عنه العلائي في " بغية المتلمس " ( 2 / 2 ) عن ابن إ3
شكاب ، و الحاكم ( 1 / 88 ) عن القاسم بن مغيرة الجوهري و صالح بن محمد بن حبيب
الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان ( زاد موسى بن هارون و الجوهري و صالح : الواسطي
) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال
: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... فذكره .
و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن
سليمان و عباد بن العوام ، ثم الجريري ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة ، فقد
عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري ، و لم يخرجا هذا الحديث
الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ، و لا يعلم له علة ، و لهذا الحديث طرق
يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد ، و أبو هارون ممن سكتوا
عنه " .
و وافقه الذهبي ، و قال العلائي عقبه :
" إسناده لا بأس به ، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي ، فيه لين يحتمل ، حدث
عنه أبو زرعة و أبو حاتم الرازي ، و غيرهما " .
قلت : ليس هو النشيطي و ذلك لأمور :
الأول : أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه ( الواسطي ) ، و النشيطي بصري
و ليس بواسطي .
الثاني : أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي ،
و إنما في ترجمة الواسطي .
الثالث : أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا و إنما في
ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ ( جزرة ) .
فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي و هو ثقة احتج به الشيخان
كما تقدم في كلام الحاكم ، و توثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال ، اللهم
إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل و معرفة الرجال " ( ص 140 ) :
" كان صاحب تصحيف ما شئت " .
و ليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره ! فينبغي أن تكون
صحته موضع اتفاق أيضا ، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك ، ففي " المنتخب "
لابن قدامة ( 10 / 199 / 1 ) :
" قال مهنا : سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان ( قلت : فساقه بسنده )
فقال أحمد : ما خلق الله من ذا شيئا ، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد " .
قلت : و جواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين :
إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي ، و حينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه
له في نظرى لثقته كما سبق .
و إما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف ، و هذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه
الواسطي . على أنه لم يتفرد به ، فرواه بشر بن معاذ العقدي ، حدثنا أبو عبد
الله - شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد - : حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه .
أنه كان إذا رأى الشباب قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أمرنا أن نحفظكم الحديث ، و نوسع لكم في المجالس .
أخرجه الرامهرمزي و من طريقه الحافظ العلائي و قال :
" أبو عبد الله هذا لم أعرفه " .
لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد :
1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول :
" مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم " .
أخرجه الرامهرمزي و أبو خالد هذا لم أعرفه .
2 - عن شهر بن حوشب عنه به و زاد :
" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سيأتيكم أناس يتفقهون ، ففقهوهم
و أحسنوا تعليمهم " .
أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " ( 8 / 167 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في
" كتاب العلم " ( 50 / 1 ) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء : شهر فمن دونه . و لكنه أحسن حالا من
حديث أبي هارون العبدي الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحاكم ، كذلك ذكر
ابن معين ، ففي " المنتخب " :
" عن إبراهيم بن الجنيد قال : ذكر ليحيى بن معين حديث أبي هارون هذا فقال :
قد رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد مثله .
فقيل ليحيى : هذا أيضا ضعيف مثل أبي هارون ؟ قال : لا ، هذا أقوى من ذلك و أحسن
حدثناه ابن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن ليث " .
قلت : كذا في الأصل ليس فيه " ابن زحر " و هو في المصدرين السابقين من رواية
يحيى بن أيوب عنه عن ليث . فالله أعلم .
و بالجملة فهذه الطرق إن لم تزد الطريق الأولى قوة إلى قوة ، فلن توهن منها .
و له شاهد من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :
" إنه سيضرب إليكم في طلب العلم ، فرحبوا ، و بشروا ، و قاربوا " .
أخرجه الرامهرمزي عن زنبور الكوفي حدثنا رواد بن الجراح عن المنهال بن عمرو عن
رجل عنه .
و هذا سند ضعيف ، للرجل الذي لم يسم ، و زنبور لم أجد له ترجمة . و العمدة على
ما تقدم .
و للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد ، و شاهد آخر عن أبي هريرة بأسانيد واهية
جدا ، و لذلك استغنيت عن ذكرهما ، و فيما ذكرنا كفاية . و قد تكلمت على أحد
الطريقين المشار إليهما في تعليقنا على " الأحكام الكبرى " لعبد الحق الإشبيلي
( رقم الحديث 71 ) و صححه .
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر ، فقال الدارمي ( 1 / 99 ) : أخبرنا إسماعيل ابن أبان
حدثنا يعقوب هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال :
" كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال : مرحبا بطلبة العلم ، و كان يقول :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بكم " .
قلت : و هذا إسناد رجاله موثقون غير عامر بن إبراهيم فلم أعرفه و ليس هو عامر
بن واقد الأصبهاني ، فإن هذا من شيوخ القمي المتوفى سنة ( 174 ) و ذاك من
الرواة عن القمي ، و توفي سنة ( 202 ) ، إلا أن يكون من رواية الأكابر عن
الأصاغر . و الله أعلم .