تشریح:
فوائد و مسائل:
(1) خانہ کعبہ کی نئے سرے سے تعمیر رسول اللہ ﷺ کے منصب پر فائز ہونے سے پانچ سال پہلے کا واقعہ ہے۔
(2) قریش میں زمانہ جاہلیت میں بھی حلال اور حرام کی تمیز موجود تھی لیکن عملی طور پر اس کا خیال بہت کم رکھا جاتا تھا۔ خانہ کعبہ کی تعمیر نو کے لیے قریش نے حلال مال خرچ کرنے کی شرط لگائی تھی لیکن حلال مال مکمل خانہ کعبہ کی تعمیر کے لیے کافی نہ ہوا تو انھوں نے حطیم والا حصہ تعمیر کے بغیر چھوڑدیا۔
(3) مسجد کی تعمیر میں حلال کمائی سے حاصل کیا ہوا مال ہی خرچ کرنا چاہیے۔
(4) حطیم چونکہ کعبہ کا حصہ ہے اس لیے طواف اس کے باہر سے کرنا چاہیےاگر کوئی شخص غلطی سے اس کے اندر سے گزرجائے تو وہ چکر شمار نہ کرے ورنہ طواف ناقص رہے گا۔
(5) خانہ کعبہ کی عمارت کے بارے میں مولانا صفی الرحمن مبارک پوری ؒ نے جو تفصیلات بیان کی ہیں ان میں سے بعض درج ذیل ہیں:
خانہ کعبہ کی موجودہ بلندی پندرہ میٹر ہے۔ حجر اسود والی دیوار اور اس کے سامنے کی دیوار یعنی جنوبی اور شمالی دیواریں دس دس میٹر لمبی ہیں۔ حجر اسود مطاف کی زمین سے ڈیڑھ میٹر کی بلندی پر ہے۔ دروازہ زمین سے دو میٹر بلند ہے۔ چاروں طرف دیواروں کے ساتھ ساتھ ایک بڑھے ہوئے کرسی نما ضلعے کا گھیرا ہے۔ اسے شاذ ردان کہتے ہیں۔ اس کی اونچائی 35 سینٹی میٹر اور اوسط چوڑائی 30 سنٹی میٹر ہے۔ یہ بھی بیت اللہ کا حصہ ہے جسے قریش نے چھوڑدیا تھا۔ (الرحيق المختوم ص:٩٣)
(6) بعض اوقات مصلحت کا خیال کرتے ہوئے افضل کام چھوڑ کر غیر افضل جائز کام کرلینا بہتر ہے۔ جب یہ خطرہ ہو کہ جائز کام کرنے سے کچھ نا مطلوب نتائج سامنے آئینگے جن کی تلافی مشکل ہوگی تو افضل کو ترک کیا جاسکتا ہے۔
(7) حضرت عبداللہ بن زبیر رضی اللہ عنہ نے اپنے دور حکومت میں کعبہ شریف کی تعمیر اس انداز سے کردی تھی جو رسول اللہﷺ کی خواہش تھی لیکن ان کی شہادت کے بعد کعبہ شریف کو دوبارہ پہلے انداز سے بنادیا گیا۔
(8) ۔اگر کوئی شخص کعبہ کے اندر نماز پڑھنا چاہے تو اسے چاہیے کہ حطیم میں نماز پڑھ لے کیونکہ یہ خانہ کعبہ کا ایک حصہ ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 69 :( عن عائشة )
رواه البخاري ( 1 / 44 ، 491 ، 3 / 197 ، 4 / 412 ) ، و مسلم ( 4 / 99 - 100 )و أبو نعيم في " المستخرج " ( ق 174 / 2 ) ، و النسائي ( 2 / 34 - 35 ) ،و الترمذي ( 1 / 166 ) و صححه ، و الدارمي ( 1 / 53 - 54 ) و ابن ماجه ( 2955 )
و مالك ( 1 / 363 ) ، و الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 114 - 115 ، 218 - 219 )و أحمد ( 6 / 57 ، 67 ، 92 ، 102 ، 113 ، 136 ، 176 ، 179 ، 239 ، 247 ، 253 ،262 ) من طرق عنها .
من فقه الحديث :يدل هذا الحديث على أمرين :
الأول : أن القيام بالإصلاح إذا ترتب عليه مفسدة أكبر منه وجب تأجيله ، و منهأخذ الفقهاء قاعدتهم المشهورة " دفع المفسدة ، قبل جلب المصلحة " .الثاني : أن الكعبة المشرفة بحاجة الآن إلى الإصلاحات التي تضمنها الحديث لزوالالسبب الذي من أجله ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، و هو أن تنفر قلوبمن كان حديث عهد بشرك في عهده صلى الله عليه وسلم ، و قد نقل ابن بطال عن بعضالعلماء " أن النفرة التي خشيها صلى الله عليه وسلم ، أن ينسبوه إلى الانفرادبالفخر دونهم " .و يمكن حصر تلك الإصلاحات فيما يلي :
1 - توسيع الكعبة و بناؤها على أساس إبراهيم عليه عليه الصلاة و السلام ، و ذلك بضم نحو ستة أذرع من الحجر .
2 - تسوية أرضها بأرض الحرم .
3 - فتح باب آخر لها من الجهة الغربية .
4 - جعل البابين منخفضين مع الأرض لتنظيم و تيسير الدخول إليها و الخروج منها لكل من شاء .
و لقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قد قام بتحقيق هذا الإصلاح بكامله إبان حكمه في مكة ، و لكن السياسة الجائرة أعادت الكعبة بعده إلى وضعها
السابق ! و هاك تفصيل ذلك كما رواه مسلم ، و أبو نعيم ، بسندهما الصحيح عن عطاء قال : " لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام ، فكان من أمره ما
كان ، تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم ، يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام ، فلما صدر الناس قال : يا أيها الناس ، أشيروا على في الكعبة أنقضها
ثم أبني بناءها ، أو أصلح ما وهي منها ؟ قال ابن عباس : فإني قد فرق لي رأي فيها : أرى أن تصلح ما وهي منها ، و تدع بيتا أسلم الناس عليه ، و أحجارا أسلم
الناس عليها ، و بعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن الزبير : لوكان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده ، فكيف بيت ربكم ؟! إني مستخير ربي ثلاثا
ثم عازم على أمري ، فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها ، فتحاماه الناس ، أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء ! حتى صعده رجل فألقى منه حجارة ،
فلما لم يره الناس أصابه شيء ، تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض ، فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه و قال ابن الزبير : إني سمعت عائشة تقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكر الحديث بالزيادة الأولى ثم قال ) : فأنا اليوم أجد ما أنفق و لست أخاف الناس ، فزاد فيه خمس أذرع من الحجر حتى أبدى أسا نظر الناس إليه ، فبنى عليه البناء و كان طول الكعبة ثماني عشرة ذراعا ، فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله
عشر أذرع ، و جعل له بابين أحدهما يدخل منه ، و الآخر يخرج منه ، فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك ، و يخبره أن ابن
الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة ، فكتب إليه عبد الملك : إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء ، أما ما زاد في طوله فأقره و أما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه ، و سد الباب الذي فتحه ، فنقضه
و أعاده إلى بنائه " ذلك ما فعله الحجاج الظالم بأمر عبد الملك الخاطئ ، و ما أظن أنه يبرر له خطأه ندمه فيما بعد .
فقد روى مسلم و أبو نعيم أيضا عن عبد الله بن عبيد قال : وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته ، فقال عبد الملك : ما أظن أبا حبيب ( يعني : ابن الزبير ) سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها
قال الحارث : بلى أنا سمعته منها ، قال : سمعتها تقول ماذا ؟ قال : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت : فذكر الحديث ) قال عبد الملك للحارث : أنت سمعتها تقول هذا ؟ قال : نعم ، قال : فنكث ساعة بعصاه ثم قال : وددت أني تركته و ما تحمل " . و في رواية لهما عن أبي قزعة
" أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال : قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول : سمعتها تقول : ( فذكر الحديث ) . فقال الحارث بن عبد الله بن ربيعة : لا تقل هذا يا أمير المؤمنين ، فأنا سمعت
أم المؤمنين تحدث هذا ، قال : لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير " . أقول : كان عليه أن يتثبت قبل الهدم فيسأل عن ذلك أهل العلم ، إن كان يجوز له الطعن في عبد الله بن الزبير ، و اتهامه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قد تبين لعبد الملك صدقه رضي الله عنه بمتابعة الحارث إياه ، كما تابعه جماعة كثيرة عن عائشة رضي الله عنها ، و قد جمعت رواياتهم بعضها إلى بعض في هذا الحديث ، فالحديث مستفيض عن عائشة ، و لذلك فإني أخشى أن يكون عبد الملك على علم سابق بالحديث قبل أن يهدم البيت ، و لكنه تظاهر بأنه لم يسمع به إلا من طريق ابن الزبير ، فلما جابهه الحارث بن عبد الله بأنه سمعه من عائشة أيضا أظهر الندم على ما فعل ، ولات حين مندم . هذا ، و قد بلغنا أن هناك فكرة أو مشروعا لتوسيع المطاف حول الكعبة و نقل مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام إلى مكان آخر ، فأقترح بهذه المناسبة على المسؤولين أن يبادروا إلى توسيع الكعبة قبل كل شيء و إعادة بنائها على أساس
إبراهيم عليه السلام تحقيقا للرغبة النبوية الكريمة المتجلية في هذا الحديث ، و إنقاذا للناس من مشاكل الزحام على باب الكعبة الذي يشاهد في كل عام ، و من
سيطرة الحارس على الباب الذي يمنع من الدخول من شاء و يسمح لمن شاء ، من أجل دريهمات معدودات ! الإرواء (1106)