تشریح:
فائدہ: محض اللہ کی رضا کے لیے پابندی کے ساتھ اذان دینا ایک مشکل کام ہے جسے وہی شخص انجام دے سکتا ہے جس کے دل میں ایمان موجود ہو اور مسلسل بارہ سال تک یہ ذمہ داری نبھانا تو بہت ہی حوصلہ کا کام ہے جسے اللہ تعالی کی خاص توفیق کے بغیر انجام دینا ممکن نہیں، اس لیے یہ فریضہ ادا کرنے والے کے لیے یہ عظیم خوشخبری دی گئی ہے۔ یہ روایت بعض کے نزدیک صحیح ہے۔
الحکم التفصیلی:
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 66 :
رواه ابن ماجه ( رقم 728 ) ، و الحاكم ( 1 / 205 ) ، و عنه البيهقي ( 1 / 433 )
و ابن عدي ( 220 / 1 ) ، و البغوي في شرح السنة ( 1 / 58 / 1 - 2 )
و الضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو ( 32 / 1 ) ، كلهم عن عبد الله
بن صالح حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .و قال الحاكم :
صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي !
و قال المنذري ( 1 / 111 ) :
و هو كما قال ، فإن عبد الله بن صالح كاتب الليث ، و إن كان فيه كلام فقد روى
عنه البخاري في ( الصحيح ) . و هذا من المنذري أولى من موافقة الذهبي المطلقة
على تصحيح الحديث لاسيما و هو قد أورده في ترجمة عبد الله بن صالح هذا في جملة
ما أنكر عليه من الأحاديث .و قال ابن عدي عقب الحديث : لا أعلم من روى بهذا الإسناد عن ابن وهب ( كذا و لعله ابن أيوب ) غير أن
أبي صالح ، و هو عندي مستقيم الحديث ، إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده و متونه غلط ، و لا يتعمد الكذب .
و قال البغوي :
عبد الله بن صالح كاتب الليث صدوق ، غير أنه وقع في حديثه مناكير .
و لذلك قال البوصيري في الزوائد ( ق 48 / 2 ) :
إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن صالح .
و للحديث علة أخرى و هي : عنعنة ابن جريج .
و قد قال البيهقي عقبه : و قد رواه يحيى بن المتوكل ، عن ابن جريج عمن حدثه ، عن نافع . قال البخاري :
و هذا أشبه .
قلت : فتبين أن هذا الإسناد لا تقوم به حجة ، لكن ذكر له الحاكم شاهدا من طريق
ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن عبد الله بن أبي جعفر ، عن نافع به .
و هذا سند صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، و ابن لهيعة و إن كان فيه كلام من قبل حفظه
فذلك خاص بما إذا كان من غير رواية العبادلة عنه ، و ابن وهب أحدهم
قال عبد الغني بن سعيد الأزدي و الساجي و غيرهما :
إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح : ابن المبارك و ابن وهب و المقريء
و بذلك يصير الحديث صحيحا . و الحمد لله على توفيقه .
و في هذا الحديث فضل ظاهر للمؤذن المثابر على أذانه هذه المدة المذكورة فيه
و لا يخفى أن ذلك مشروط بمن أذن خالصا لوجه الله تعالى ، لا يبتغي من ورائه
رزقا ، و لا رياء ، و لا سمعة ، للأدلة الكثيرة الثابتة في الكتاب و السنة ،
التي تفيد أن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له
( راجع كتاب الرياء في أول الترغيب و الترهيب للمنذري ) .
و قد ثبت أن رجلا جاء إلى ابن عمر فقال : إني أحبك في الله ، قال : فاشهد علي
أني أبغضك في الله ! قال : و لم ؟ قال : لأنك تلحن في أذانك ، و تأخذ عليه أجرا !
و إن مما يؤسف له حقا أن هذه العبادة العظيمة ، و الشعيرة الإسلامية ، قد انصرف
أكثر علماء المسلمين عنها في بلادنا ، فلا تكاد ترى أحدا منهم يؤذن في مسجد ما
إلا ما شاء الله ، بل ربما خجلوا من القيام بها ، بينما تراهم يتهافتون على
الإمامة ، بل و يتخاصمون ! فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان .
المشكاة (678) صحيح الترغيب والترهيب (242)