تشریح:
فائدہ: اس میں صحابہ کرام رضوان للہ عنہم اجمعین کی احتیاط اور ان کے ورع تقویٰ کا بیان ہے۔ کہ وہ کوتاہی کے ڈر سے دینی فرائض کی ذمے د اری لینے میں تامل کرتے تھے۔
الحکم التفصیلی:
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي) .
إسناده: حدثنا سليمان بن داود المَهْرِيٌ : ثنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن
أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي الهَمْدَاني قال: سمعت عقبة بن عامر يقول...
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات؛ لكن في عبد الرحمن بن
حرملة كلام من قبل حفظه؛ إلا أنه لم يفحش؛ فقد قال ابن عدي:
لم أر في حديثه حديثاً منكراً .
فهو حسن الحديث محتج به؛ ما لم يظهر خطؤه، وقد روى له مسلم متابعة.
وقال فيه الحافظ:
صدوق ربما أخطأ .
وأبو علي الهمداني: اسمه ثمَامة بن شفَي، وهو ثقة من رجال مسلم.
وأعله بعضهم بـ (يحيى) ابن أيوب؛ وهو المصري؛ قال المناوي:
قال عبد الحق: فيه يحيى بن أيوب، لا يحتج به. وقال ابن القطان: لولا
هو؛ لكنا نقول: الحديث صحيح !
قلت: وهذا ذهول عن كونه لم يتفرد بالحديث؛ بل تابعه عليه جماعة، كما
يأتي!
على أنه في نفسه ثقة محتج به في الصحيحين ؛ وإن كان في حفظه
ضعف؛ فهو في ذلك نحو شيخه عبد الرحمن بن حرملة.
والحديث أخرجه الحاكم (1/210) - عن حرملة بن يحيى-، و (1/313) -
عن أحمد بن صالح المصري-، والطحاوي في المشكل (3/54) : ثنا يونس بن
عبد الأعلى- قالوا: ثنا ابن وهب... به.
وأخرجه البيهقي (3/127) من طريق سعيد بن أبي مريم: آبَنا يحيى بن
أيوب... به.
وقد تناقض فيه الحاكم؛ فقال في الموضع الأول:
حديث صحيح على شرط البخاري ! ووافقه الذهبي! وقال في الموضع
الآخر:
صحيح؛ فقد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حرملة، واحتج البخاري بـ (يحيى)
ابن أيوب !
وقوله هذا أقرب إلى الصواب، وإن كان أخطأ في قوله: احتج مسلم
بعبد الرحمن !
فإنما روى له متابعة كما سبق، وصرح بذلك الحافظ في التهذيب .
وأخرجه ابن ماجه (1/311) - عن ابن أبي حازم-، والحاكم أيضا- عن
وهيب-، وأحمد (4/146) - عن عَطاف-، و (4/201) - عن علي بن عاصم-
كلهم عن عبد الرحمن بن حرملة... به، ولم يسم عَطَّاف شيخَ ابن حرملة؛ وإنما
قال: عن رجل من جهينة!
وقد تابعه عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي علي المصري... به نحوه:
أخرجه أحمد (4/154 و 156) .
وعبد الله هذا ضعيف؛ لسوء حفظه، وهو ممن يكتب حديثه كما قال ابن
عدي.
ومن طريقه: رواه الطيالسي أيضا (رقم 1004) ؛ ولكنه لم يُسَمهِ.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريره مرفوعاً بلفظ:
يصلون لكم؛ فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم .
أخرجه البخاري (2/149) ، وأحمد (2/355 و 536- 537) ، ومن طريقه
البيهقي (3/126-127) من طريق عطاء بن يسارعنه.
ورواه الشافعي في الأم (1/141) من طريق أخرى تعليقاً مجزوماً به. فقال:
روى صفوان بن سليم عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
يأتي قوم فيصلون لكم؛ فإن أتموا كان لهم ولكم، وإن نقصوا كان عليهم
ولكم ... . وقال الحافظ في الفتح :
وقد أخرج ابن حبان حديث أبي هريرة من وجه آخر، ولفظه: يكون أقوام
يصلون الصلاة؛ فإن أتموا فلكم ولهم ... .
قلت: وتمامه: وإن انتقصوا فعليهم ولكم ؛ كما في موارد الظمآن . عن
أبي علي الإفريقي عن صفوان بن سُلَيْم.
وله شاهد آخر من حديث سهل بن سعد: أخرجه ابن ماجه، والحاكم
(1/216) ، وقال:
صحيح على شرط مسلم ! ووافقه الذهبي! وأخطآ؛ فإن في إسناده
عبد الحميد بن سليمان أخا فليح؛ وقد ضعفه الجمهور، ولم يخرج له مسلم!